فيصير كالمريض والسقيم وما يشبه ذلك. ومعنى تبن : فطن ، أي : ذلك من طبعه ، وقال بعضهم : تبن بطنه : إذا انتفخ.
هذا باب ما جاء من الأدواء على مثال
وجع يوجع وجعا وهو وجع لتقارب المعاني
اعلم أن فعل يفعل إذا كان اسم الفاعل منه على فاعل فهو يجري مجرى ما يتعدى ، وإن كان لا يتعدى كقولك : سخط يسخط وهو ساخط ، وخشي يخشى وهو خاش ، وكان الأصل : سخط منه ، كما تقول : غضب منه وخشي منه كما تقول : وجل منه ، فجمعوا خشي وهو خاش كقولهم : رحم وهو راحم ، ولا يقدر في رحم حرف من حروف الجر.
ومعنى قول سيبويه : " فلم يجيئوا باللّفظ كلفظ ما معناه كمعناه" يريد : لم يقولوا خش كما قالوا : فرق ، وجل.
قوله : " ولكن جاءوا بالمصدر والاسم".
يعني بالمصدر : الخشية ، وبالاسم : الخاشي. والخشية بمنزلة الرحمة في وزنها ، والخاشي كالراحم في وزنه ، وبناء خشي يخشى : كبناء رحم يرحم وهو ضده.
وقد يحمل الضد في لفظه على ما يضاده لتلبسهما بخبر واحد وإن كانا يتنافيان في ذلك الخبر.
قال : وقالوا : سهك يسهك سهكا وهو سهك وقنم يقنم وهو قنم ، جعلوه كالداء لأنه عيب ، وقالوا قنمة وسهكة. وهما الرائحة المنكرة.
قال وقالوا : لقس يلقس لقسا وهو لقس. ولحز يلحز لحزا وهو لحز لما صارت هذه الأشياء مكروهة عندهم ، صارت بمنزلة الأوجاع.
واللقس : سوء الخلق. واللحز : الضيق والشح.
ويقال لجج يلجج لججا وهو لجج ؛ لأن معناه قريب من السقم ، يقال : لجج في الشيء إذا نشب فيه ولم يمكنه التخلص منه إلا بشدة.
هذا باب فعلان ومصدره
ذكر في هذا الباب قولهم : روى يروي ريّا وهو ريان.
قال : أدخلوا الفعل في هذه المصادر كما أدخلوا الفعل فيها حين قالوا : السكر.
ولقائل أن يقول : هو فعل كسر من أجل الياء ، كما قالوا : قرن ألوى وقرون لي.
وفي السكر ثلاث لغات : قالوا : السّكر والسّكر والسّكر وحكى عن الأخفش السكر.
وذكر أن ما كان في معنى الجوع قد يبنى على فعل يفعل كقولهم : جاع يجوع جوعا وهو جائع ، وناع ينوع نوعا وهو نائع.