كله غير متعد. فإذا أردت المتعدى جاز أن تقول : سدته وسودته ، فأما سدته : فجعلت فيه سوادا ، واما سوّدته : فجعلته أسود.
يصف أنه لم يملك خلقه فلا يكون أسود ، ثم قال : أما وإن كنت أسود ، فإن وراء ذلك خلقا وكرما ، وضرب القوهيّ مثلا : وهو ثوب أبيض.
قال : " وقد جاء فعلت إذا أردت أن تجعله مفعلا وذلك : فطّرته فأفطر ، وبشّرته فأبشر ، وهذا النحو قليل".
ومعنى ذلك أنّه جعل فعلته نقلا لأفعلت ، والباب أن يكون نقلا لفعلت كما يقال : عرف وعرفته ، وفرح وفرحته.
قال : " وقد تدخل أفعلت على فعّلت : قالوا : أسقيته في معنى سقّيته".
أي : دعوت له بالسقيا.
وأنشد لذي الرمة :
* وقفت على ربع لمّية ناقتى |
|
فما زلت أبكي حوله وأخاطبه |
وأسقيه حتى كاد مما أبثّه |
|
تكلّمني أحجاره وملاعبه (١) |
قوله : وأسقيه ، أي : أدعو له بالسقيا ، وكان حقه أسقيه. ومعنى أبثه : أحزنه.
والملاعب : أفنية الدار حيث يلعب الغلمان والجواري.
قال الخليل : " قولهم : سقيته مثل كسوته ، وأسقيته مثل ألبسته".
معنى هذا : أن : أسقيته : جعلت له سقيا ، كما أن كسوته جعلت له كسوة وإن لم يلبسها. وسقّيته بمنزله ألبسته إذا جعلته لابسا. ففرق الخليل بين سقيته وأسقيته.
وبعض أهل اللغة ذكر أن لا فرق بينهما.
قال : ويقال لما أصابه : هذا نحز وجرب وحائل للنّاقة.
يعني : أنّه ليس يقال للبعير الذي أصابه الجرب في نفسه : مجرب ، والذي أصابه النحاز : منحز ، وإنما يقال نحز والمنحز : صاحبه والنحاز : السعال.
قال : ومثل ذلك : أسمنت وأكرمت فاربط.
يقال ذلك للرجل إذا وجد شيئا نفسيا يرغب فيه ويتمسك به ، فمعنى أسمنت وجدت سمينا. ومعنى أكرمت : وجدت فرسا كريما أو غير فرس ، فاربط أي : اتخذه.
قوله : كما قالوا : أدنف فبنوه على أفعل فلم يستعملوا ما يوجب الباب وهو دنف ، واستعملوا أدنف.
__________________
(١) ديوانه ٣٨ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٢٣٥ ، شرح السيرافي ٦ / ١٠٠ شرح ابن السيرافي ٢ / ٣٦٤ ، أوضح المسالك ١ / ٢٢٠ ، اللسان ١٤ / ٤٤٠.