باب المفعول الذي يتعداه فعله إلى مفعول
اعلم أن الفعل يصاغ للذي يقع به ، كما يصاغ للذي يقع منه ، وإن كانت الصيغتان مختلفتين. فإن قلت : ضرب زيد ، فقد صغت «ضرب» «لزيد» ورفعته به كما فعلت في قولك :جلس زيد.
قوله : اعلم أن المفعول الذي لا يتعداه فعله إلى مفعول إلى قوله : «الذي لا يتعداه فعله إلى مفعول».
يعني أن قولك : «ضرب زيد» هو فعل المفعول الذي لا يتعداه إلى مفعول آخر يتعدى إلى الظرف والمصدر والحال ، كما تعدى فعل الفاعل.
وذكر أن فعل المفعول قد يجوز أن يجعل الظرف معه مفعولا على السعة ، كما كان ذلك في فعل الفاعل ، ثم مثل لذلك بقوله : «يا مضروب الليلة الضرب الشديد»
«فالليلة» منقولة من المفعول على سعة الكلام ، فلذلك أضيف إليها «مضروب» ، كما يقال : هذا مكسو ثوب ، ومعطى درهم.
باب المفعول الذي يتعداه فعله إلى مفعولين
قوله : «واعلم أن الأفعال إذا انتهت هنا» إلى قوله : «الذي لا يتعدى إلى المفعول».
يعني أن الفعل بعد تعديه إلى المفعولين يتعدى إلى المصادر والظرفين والحال ، كما يتعدى : «ضرب زيد» إلى ذلك.
ثم مثل سيبويه فقال : «وذلك قولك : أعطي عبد الله الثوب إعطاء جميلا» ، إلى قوله : «يا مسروق الليلة الثوب» فأما قوله : «فأعطى عبد الله الثوب إعطاء جميلا».
عقد الباب على مفعولين لا يجوز الاقتصار على أحدهما ثم جعل الشاهد : أعطى عبد الله الثوب.
وساغ ذلك لأنه أراد أن يبين المصدر وهو : إعطاء جميلا ، ولم يرد : «أن يمثل نفس الفعل. وحين أراد أن يمثل نفس الفعل» قال : «نبئت زيدا أبا فلان ، وأرى عبد الله أبا فلان».
وأما قوله : «سرق عبد الله الثوب الليلة».
فإنما قصد أن يبين أن فعل المفعول قد يجوز ـ إذا كان متعديا إلى مفعول واحد ـ أن يجعل الظرف معه مفعولا ثانيا على السعة. وقد ذكرنا نظير هذا.
باب ما يعمل فيه الفعل فينتصب
وهو حال وقع فيه الفعل
ضمن سيبويه في هذا الباب ما ينتصب لأنه حال. وفرق بينه وبين ما ينتصب لأنه مفعول ثان مما يتعدى من الفعل إلى مفعولين ، ويجوز أن يقتصر على أحدهما من قبل أن