وكذلك" سوف" تدخل على" يفعل" فتخلصه للاستقبال دون الحال ، " وقد" تدخل على فعل متوقع وتصيّر الفعل الماضي في معنى الحال ، وقد تقدم ذلك.
هذا باب كينونتها في الأسماء
وإنما تكون في أسماء معلومة
اعلم أن هذه الأسماء التي ذكرها سيبويه وجب أن تدخل عليهما ألف الوصل ؛ لأنها أسماء معتلة سقط أواخرها للاعتلال ، فسكن أوائلها لتكون ألفات الوصل عوضا مما سقط منها.
فأما" ابن" فكان أصله : بنو أو بني فأسقط آخره.
وأما" اثنان" فكان أصله : ثنيان لأنه من ثنيت الشيء.
وأما" اسم" فأصله : سمو أو سمو ؛ لأنه مشتق من" سما يسمو" إذا علا والاسم في المعنى بمنزلة الشيء يعلو على المسمى ، ألا ترى أنّهم يقولون : وقع هذا الشيء تحت هذا الاسم فعلم أن الاسم كالطالع على المسمى. وأما" است" ، فأصله : سته ، وقد اختلفت فيه العرب فمنهم من يحذف الهاء فيقول : " ست" ومنهم من يحذف التاء فيقول : " سه" ، ومنهم من يسكن الهاء ويسكن السين ويدخل ألف الوصل فيقول : است.
وأما امرؤ : فإنهم شبهوا الهمزة بحرف معتل ؛ لأنها يلحقها التخفيف ولم يحفلوا بها فشبهوه بالاسم الذي قد أسقط آخره ، فسكن أوله وأدخل ألف الوصل عليه.
فأما" ابنم" : فزيدت فيه الميم على" ابن" للتوكيد والمبالغة كما تقول للأزرق : " زرقم" ، والعظيم العجز : " ستهم" فاعلم ذلك.
وذكر أنّه الألف الداخلة على لام التعريف تحذف في اتصال الكلام إلا أن يقطع الكلام قبلها ويستأنف مع ما بعدها ، واحتج لذلك بأن الشعراء تفعل ذلك بأنصاف البيوت لأنها مواضع فصول.
وأنشد :
* ولا يبادر في الشتاء وليدنا |
|
ألقدر ينزلها بغير جعال (١) |
فقطع الألف من القدر ؛ لأنه أول النصف الثاني من البيت ، فهو بمنزلة الابتداء. والجعال : الحزقة التي ينزل بها القدر.
وأنشد للبيد :
* أو مذهب جدد على ألواحه |
|
ألناطق المزبور والمختوم (٢) |
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٢٧٤ ، الكامل ٣ / ٧٥ ، شرح النحاس ٣٣٣.
(٢) ديوانه من ١١٩ ، الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٢٧٤ ، مجالس ثعلب ١ / ١٩٤ ، شرح السيرافي ٦ / ٣٠٤ الخصائص ١ / ١٩٣.