وأنشد أيضا :
* ويقلن : شيب قد علا |
|
ك وقد كبرت ، فقلت : إنّه |
فأدخل الهاء على إنّ لبيان الحركة في الوقف ومعناها : نعم.
قال : " وزعم الخليل أنّهم يقولون : انطلقته ، يريدون انطلقت".
وقد منع بعض النحويين جواز هذا لأنه يلتبس بالمفعول إذا قلت : ضربته ، وبالمصدر إذا قلت : انطلقته يريدون انطلقت انطلاقا ، ثم أضمرت المصدر.
والقول ، ما قاله سيبويه والخليل ؛ لأن سيبويه قد حكى : ضربتنه ، والهاء للوقف ، وإن جاز أن تقع الهاء للمفعول. ولو كان يبطل لوقوع اللبس ، لم يجز في" ليته" ولعله ، لأنه يلتبس باسم : " ليت" و" لعل" ، وقد حكاه سيبويه عن العرب.
هذا باب ما يبيّنون حركته وقبله متحرك
قوله : " شبّهوا هيه بياء بعدي"
يريد في قولك : جاء من بعديه. وإنما قال سيبويه هذا لأن الياء في" بعدي" حرف واحد وهي اسم على حرفين وما كان على حرف واحد فهو أولى بالهاء لقلته ونقصانه.
وبين سيبويه أن العرب قد تبين الحركة بالألف كما تبينها بالهاء كقولهم أنا فعلت ؛ لأن الألف من مخرج الهاء.
وزعم غيره أن من العرب من يقف على" أنا" بالهاء فيقول : " أنه". وروي أن حاتما الطائي كان أسيرا في قوم ، فأمر أن يفصد بعيرا فنحره. فقيل له : لم فعلت ذلك؟ فقال : " هذا فصدي أنّه".
قوله : " وكذلك الأفعال نحو : ظنّ وضرب" إلى قوله : " شبّهت بأحمر".
يريد : أن الفعل الماضي ـ وإن كان مبنيا ـ لا تدخله الهاء للوقف ؛ لأن آخر الفعل الماضى هو الذي يعرب في المستقبل فصار له بذلك قوة فلم تدخل عليه الهاء كما أن حكم" جعفر" إذا بني في النداء لم يسكن ، وبني على حركة فصار إعرابه في حال قوة له في حال البناء.
قوله : " ولو كان في موضع ألف هؤلا حرف متحرك سواها إلى قوله أجروا الألف مجرى ما يتحرك في موضعها".
يعني : أن ما كان في آخر الألف إن كان مبنيّا ، جاز أن تدخله الهاء في الوقف ، وذلك نحو : " هذا" و" هاتا".
تقول : " هذاه" وهاتاه وما أشبه ذلك ، وإن كان معربا في التقدير ، لم يوقف عليه بالهاء ، لا تقول : " هذه أفعاه". ولا" هذا أعماه" ، لأنه معرب بمنزلة أحمر وأصفر ، فلا تدخله الهاء كما