ومن شانئ كاسف وجهه |
|
إذا ما انتسبت له أنكرن (١) |
أراد : " أن يأتيني" ، و" أنكرني".
قال عز وجل : " أكرمن" و" أهانن".
وقوله : كاسف وجهه ، أي عابس متغير.
وأنشد في ما قلبت فيه الياء ألفا لطفيل الغنوي
* إن الغويّ إذا نها لم يعتب
أراد : " نهي".
وأنشد في ما حذفت من الألف ضرورة للبيد :
* وقبيل من لكيز شاهد |
|
رهط مرجوم ورهط ابن المعل |
يريد" المعلّى". وهذا من أقبح الضرورة.
ومعنى قول سيبويه الألفات التي تذهب في الوصل لا تحذف في الوقف. يريد : ألف عصى ورحى ، وما أشبه ذلك يحذف في الوصل لاجتماع الساكنين : التنوين والألف ، فإذا وقفت ، ذهب التنوين فعادت الألف ، وهذا الموضع يدل على أن مذهب سيبويه أن الألف التي تثبت في الوقف هي التي كانت في الحذف ، ويقوى ذلك أيضا أنك تقول : هذا فتى فتميل.
وقال بعض النحويين : إنّها منقلبة من التنوين ، ولو كانت كذلك ما أميلت.
هذا باب ثبات الياء والواو في الهاء التي هي علامة الإضمار وحذفها
اختلف النحويون في الواو والياء المتصلتين" بضربهو" و" عليهى" فبعضهم جعله من نفس الاسم ، وبعضهم جعله زائدا ، ولا خلاف بينهم أن الألف في" عليها" و" ضربها" هما جميعا الاسم.
وقد اختلفوا في مذهب سيبويه في الواو والياء من ضربهو وعليهى.
فقال الزجاج : مذهبه أنّها بمنزلة الألف ، وأنهما من الاسم كالألف ، وذكر أن مذهبه أنّهما ليستا من نفس الاسم ، قال : والدليل على ذلك أن الواو والياء لا يوقف على واحدة منهما إذا قلت : " ضربته" و" مررت به" ويوقف على الألف إذا قلت : ضربتها.
وللقائل أن يقول : قد يجوز أن يحذف ما هو من نفس الاسم في قولنا : هذا قاض ، فلا يكون للزجاج حجة في ذلك.
__________________
(١) ديوان الأعشى ١٤ ، الكتاب وشرح الأعلم ٦ / ٢٩٠ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٣٤٦ ـ ٣٤٧ ، شرح المفصل ٩ / ٤٠ ، ٩ / ٨٧ ، الهمع ٢ / ٨٧ ، المقاصد النحوية ٤ / ٣٢٤.