وبعض النحويين يذهب إلى أن مذهب سيبويه : أن الواو والياء ليستا من الاسم واعتل بحذفهما في الوقف.
وفصل سيبويه بين الهاء التي قبلها ساكن أو واو أو ياء ، وبين الهاء التي قبلها ساكن من غير هاء ، فاختار أن يقال عليه : (فَأَلْقى عَصاهُ) [الشعراء : ٣٢] و (خُذُوهُ) [الحاقة : ٣٠]. بحذف حروف المد التي بعد الهاء ، واختار" منهو" و" أصابتهو" جائحة بإثبات الواو.
واختار المبرد حذف الواو في : منه وأصابته ، ولم يفرق بين حرف اللين وغيره.
وهو الصحيح لأن أكثر القراء والجمهور على (مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ) [آل عمران : ٧].
والعلة في هذا كالعلة في حروف اللين ، وذلك أن الهاء خفية ، فلو وصلت بحرف ساكن ، وقبلها ساكن ، وهي لخفائها كأنها ساكن لصار كأنه ثلاث سواكن.
وقوله : " ولم يفعلوا هذا بذة هي ، ومن هي ونحوهما إلى قوله : وليست الياء في هي وحدها باسم كياء غلامي".
يريد : أن الهاء التي قبلها حركة لا بد أن توصل ، وحذف الوصل منها إنما يجوز في الشعر كما جاز في حذف ألف معلى حتى قيل : معل وحذف صلة الهاء أجدر لأنه قد يحذف في الكلام في : عليه ومنه ويحذف من : هي وهو لأن الواو والياء مع الهاء التي قبلهما هما الاسم ، ولأن الواو والياء في هي ، يوقف عليهما ، وليس ذلك في ضربته ولا مررت به ، ولذلك ضعف الوصل فقال : الهاء هي هاء الإضمار ، والياء التي بعدها أيضا مع هذا أضعف لأنها ليست بحرف من نفس الكلمة ، وهذا مما يدل على أن الهاء وحدها عند سيبويه الاسم.
وقوله : وليست الياء في هي وحدها باسم.
يدل أيضا أن الياء مع الهاء اسم. وقد استدل بعضهم على أن الهاء وحدها الاسم ، بقول سيبويه : هاء الإضمار.
ومعنى قوله : لو ترك كان حسنا وكان على أصل كلامهم.
يريد : لو ترك وصل الهاء في الوقف والوصل كان حسنا إذا لم تكن الواو من نفس الكلمة.
وبعضهم ذهب إلى أنّه أراد : لو لم تحذف في الوقف الياء والواو من الهاء لجاز لبيان الهاء ؛ لأنهم يلحقون للبيان الحروف ، ولكنهم لزموا الحذف خاصة في الوقف ، ليدلوا على أنّهما ليسا من نفس الحروف.
وأنكر من كلام سيبويه بعد أن ذكر اجتماع المتحركات في نحو قولك : " رسلكم ولو فعلوا ذلك لاجتمعت في كلامهم أربع متحرّكات".
فأنكر عليه في هذا : لأنّا إن أسكنا الميم من" رسلكم" ففيه أربع متحركات متوالية ، وإن