الرسن ، والمنحور : المنحر والصدر ، كأنه يصف بعيرا أو فرسا بطول العنق فهو يستوعب بأعين من الرسن في ما بين لحييه إلى صدره.
قوله بعد أن ذكر" لما"" وإنما هي بمنزلة لو"
يريد : أنّها ضد" لو" وذلك أن لو ينفي بها الشيء لانتفاء غيره كقولك : " لو جئتني لأعطيتك". و" لما" يقع بها الشيء لوقوع غيره كقولك : " لما جاءني زيد أكرمته".
وقوله : بعد أن ذكر" لولا" و" لوما" : فالأول سبب ما وقع وما لم يقع.
يريد : أنك تقول : " لو لا زيد لأكرمتك" ، " فزيد" سبب أنّه لم يكرمه.
وتقول : " لولا زيد لم أكرمك" ، " فزيد" سبب كرامته. فالثاني الذي هو الجواب ، إن كان منفيّا في اللفظ فهو موجب في المعنى. وإن كان موجبا في اللفظ فهو منفي في المعنى.
وقوله في آخر الباب : " وإنما كتبنا من الثلاثة وما جاوزها غير المتمكن إلى آخر الفصل ..
جملة كلامه : أن من سئل عن الغامض فسره بما يفهم من الألفاظ المعتادة ، فقرب على السائل فهم التفسير. فإذا سئل عن الواضح المعتاد ، احتاج أن يتكلف لفظا ليس بمعتاد ، وهو أغمض عند السائل من الذي سأل عنه فبعد عليه ، فلذلك صار تفسير الواضح أشد.
ومما أنشد في الباب قول كعب بن زهير :
* غدت من عليه بعد ما تمّ خمسها |
|
تصلّ وعن قيض بزيزاء مجهل (١) |
استشهد به لكون على اسما ودليل ذلك دخول من عليها.
يصف قطاة في أشد أحوالها وحاجتها إلى الطيران من عطشها وحاجة فرخها إلى الري ؛ لأنها غدت في الخامس من شربها الماء ، وجوفها يصوت من يبسه ، وبعد عهده بالماء. وعن قيض : يعني عن فراخ. والقيض في الأصل اسم لما يقشر من البيض عن الفراخ. وإنما يريد أن يذكر سرعة طيرانها من أجل ذلك.
وأنشد لجرير :
* حتى اختطفتك يا فرزدق من عل
استشهد به على أن على بمعنى فوق واعلم ذلك.
هذا باب علم حروف الزيادة
قال : وهي عشرة أحرف
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٣١٠ ، نوادر أبي زيد ١٦٣ ، الكامل ٣ / ٩٨ ، المقتضب ٣ / ٥٣ ، شرح السيرافي ٦ / ٤٦٦ ، الجنى الداني ٤٧٠ ، شرح المفصل ٨ / ٣٨ ، أوضح المسالك ٢ / ١٥ ، مغني اللبيب (١ / ١٩٤ ، ٢ / ٦٩٠) ، الخزانة ١٠ / ١٤٧ ، المقاصد النحوية ٣ / ٣٠١ ، اللسان علا ١٥ / ٨٨.