هذا باب حروف البدل
وهي : " أحد عشر حرفا." قد ذكرها سيبويه ويجمعها في اللفظ : " أجد طويت منها".
ذكر بدل الهمزة من الياء والواو إذا كانتا لامين بعد ألف زائدة كقولنا : قضاء
وشقاء.
وإنما وجب ذلك ، من قبل أن الياء والواو إذا كانت قبلهما فتحة قلبتا ألفين إذا كانتا في موضع حركة ، كقولنا : دعا وقضى.
ولو كانت ساكنة لم تقلب كقولك : بيع وقول.
فلما وقعت الياء والواو طرفا في موضع تلزمهما فيه الحركة وقبلهما ألف وجب قلبهما إذا كانت قبلهما ألف وفتحة ؛ لأن الألف والفتحة من حيز واحد ، فقلبتا للألف التي قبلهما ألفين ، كما قلبت ألفين مع الفتحة ، فلما قلبت ألفين اجتمعت ألفان وهما : الألف التي كانت في الكلمة ، والألف المنقلبة من الياء والواو ، واستحال اجتماع ألفين ، فلم يجز إسقاط أحدهما لئلا يلتبس الممدود بالمقصور ، ولا سبيل إلى تحريك الألف ؛ لأن الحركة لا تمكن فيها فقلبت إلى أقرب الحروف منها مما يمكن تحريكه وهو الهمزة.
قوله عقيب ذكر إبدال الهاء من الياء في هذه : وذلك في كلامهم قليل ... كما أن تبيين الحركة بالألف قليل.
وذلك أن الحركة إنما تبين بالهاء ، وجاء في أنا تبين النون بالألف في الوقف.
ومن العرب من يقول : أنه على ما يوجبه قياس بابه ، وكذلك : حيهلا ، وحيهله.
قال : " وتبدل الياء مكان الواو .. في مسلمين ومسلمين".
يعني : الأصل هو المرفوع وعلامته في الجمع واو وفي التثنية ألف ، فإذا جعل المجرور والمنصوب بالياء في الجمع والتثنية ، فكأن الياء من الواو والألف.
وذكر أن التاء تبدل في" افتعل" من وزن ووعد. قالوا : اتعد واتزن ، وإنما قلبوا الواو تاء ؛ لأنهم لو لم يقلبوها تاء ، لم تثبت على حال واحدة ، لأنك إذا قلت : اوتزن اوتعد لزمك أن تقلب الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها فتقول : " ايتزن" فإذا صرت إلى المستقبل وجب على هذا القياس أن تقول ياتزن ، فتتبع الواو ما قبلها ، فقلبوا هذه الواو تاء ؛ لأن التاء لا تقلب إلى غير جنسها بشيء من الحركات. واختاروا التاء دون غيرها ؛ لأنها تبدل من الواو كثيرا كقولك : تراث وتجاه وما أشبه ذلك ، وأرادوا مع هذا حرفا يشاكل تاء" افتعل" ليدغم فيها فيكون أخف عليهم.
وذكر بدل التاء من الياء إذا كانت لاما.
وفي بعض النسخ من الواو ، وذلك قولهم : " أسنتوا" : إذا أصابهم القحط والسنة ، وكان ينبغي أن يكون أسنى القوم يسنون ؛ لأن السنة من ذوات الواو على هذا ، ولكنهم ألزموه