هذا البناء إذا لم تعل اللام في ذلك وهي أولى بالإعلال منها.
ثم ذكر أن بعض العرب يعل فعلان الذي عينه واو أو ياء فيقول : حادان وهامان ، والأصل : حيدان من حاد يحيد ، وهيمان من هام يهيم ، ودولان من دال يدول من الدّولة وهذا شاذ قليل.
وقال المبرد : القياس إعلال جولان وحيدان ؛ لأن الألف والنون عنده بمنزلة هاء التأنيث. و" جولان وحيدان" عنده شاذ خارج عن القياس.
هذا باب ما تقلب فيه الياء واوا
ذكر في هذا الباب أن العرب فرقت بين الاسم والصفة في أبنية ، فأجروا الاسم لخفته مجرى يحببوه في الصفة ، من ذلك" فعلى" إذا كان اسما وكان عين الفعل منه ياء ، قلبوها واوا لانضمام ما قبلها وإذا كان صفة كسروا ما قبل الياء حتى تسلم الياء فقالوا في الاسم : طوبى والأصل : " طيبى" لأنه من الطيب ، وقالوا في الصفة امرأة حيكى و (قِسْمَةٌ ضِيزى) [النجم : ٢٢].
لأنه من حاكت في مشيها حيكا ، وضيزى : من ضاز يضيز ، وليست في الصفات فعلى فيصير حيكى وضيزى مثل بيض ، وأصله بيض.
فإذا كان" فعلى" في المؤنث نظيرا لأفعل في المذكر كان بمنزلة الاسم وإن كان نعتا ؛ لأنه لا يستعمل إلا بالألف واللام كقولك في تأنيث الأكيس : الكوسى كما قلت في تأنيث الأفضل : الفضلى ، شبهوا الاسم في قلب الياء واوا لانضمام ما قبلها بموسر وموقن وشبهوا الصفة ـ بكسر ما قبل الياء ـ ببيض وعين وكانت سلامة الياء في الصفة أولى ؛ لأن الصفة أثقل من الاسم والياء أخف من الواو فجعل لفظ الخفيف للثقيل.
فإذا كان الاسم أو النعت على" فعلى" من ذوات الواو والياء ، ولم يتغيرا لأنهما ساكنان وقبلهما فتحة كقولك : فوضى وامرأة عيثى ، تأنيث عيثان من عاث يعيث وهو المفسد.
وسائر الباب مفهوم من كلام سيبويه.
هذا باب ما تقلب فيه الواو ياء
إذا كانت متحركة والياء قبلها ساكنة
قوله في هذا الباب بعد أن ذكر" فيعلا" من القول يقال : به قيل : " فلو كان يغير شيء من الحركة باطراد لغيّروا الحركة هاهنا".
يعني أنا لو بنينا" فيعل" من القول لوجب أن تقول قيّل ؛ لأنا نزيد ياء فيعل فيصير قيول فتنقلب الواو لسكون الياء قبلها وتدغم فيها.
ولو كان" فيعل" من ذوات الياء والواو يوجب الكسر ـ كما زعم من حكى عنه سيبويه في سيد وميت أنّه : فيعل غيرت حركته ـ لوجب أن يقال قيّل ولاطّرد ذلك وسائر كلامه