من يوم فعل لقيل : " يمت" وإن كان لا يتكلم به ولا يبنى منه ، ألا ترى أن سيبويه والخليل قد أجازا أن يبنى الفعل من كل اسم يورده السائل.
فإن قال قائل : ابن لي من" يوم" فعل يفعل كان ممتنعا ؛ لأنه ليس في شيء من الأفعال ما عينه وفاؤه من حروف العلة ، وإنما يقع ذلك في الأسماء لأنها لا تتصرف ، وكذلك الفعل لا يبنى من آءة وهي نبت ؛ لأن عين الفعل واو ، وفاؤه ولامه همزتان.
ولو بني من شيء من هذا" فعل" لزمه ما يستثقل من الاعتلال ، ولو بني من" آءة" فعل للزمه تغير بعد تغير ؛ لأنه يلزمه في الماضي" آء" وفي المستقبل : " يؤوؤ" إن كان من ذوات الواو. وإن كان من ذوات الياء" يئيء" فإذا كان الفعل للمتكلم قلت : " أووت" أو" أييت" تقلب الهمزة التي هي لام الفعل واوا أو ياء لاجتماع الهمزتين لما سقط عين الفعل اجتمعت همزتان وهما فاء الفعل ولامه ، فيجتمع فيه إعلال بعد إعلال.
هذا باب ما تقلب فيه الياء واوا
أنشد في هذا الباب محتجّا ـ لقلب الياء واوا في فعلل من الكيل ـ بقول الشاعر :
* مظاهرة نيّا عتيقا وعوططا |
|
فقد أحكما خلقا لها متباينا (١) |
يصف ناقة بالسمن وتراكب الشحم وبالحبال وهو أن لا تحمل ، وذلك أقوى لها.
والظهار والمظاهرة : لبس ثوب على ثوب فالظاهر منهما يسمى ظهارة ، والباطن يسمى بطانة ، والني : الشحم. والعوطط : من اعتياط رحم الناقة والأتان.
وهو أن لا يحملا ، ويقال للناقة عائط.
قال أبو عبيدة : يجمع عائط : عوط وعيط.
والحجة لسيبويه فيمن قال عيط فجعلها من الياء. فاعلمه.
هذا باب ما الهمزة فيه في موضع اللام من بنات الياء والواو
قوله في هذا الباب : " واعلم أن ياء فعائل مهموزة أبدا .. ولم تزد إلا كذلك وشبهت بفعاعل".
يعني : أن فعائل ليست تكون إلا جمع فعول أو فعيل أو فعال أو نحو هذا مما يسكن ثالثة من الواو والياء والألف ، وإذا تحركت الياء في الواحد لم تهمز في الجمع كقولك : عثير وعثاير ، وحذيم وحذائم.
وقوله : " وشبّهت بفعاعل".
__________________
(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٣٧٧ ، لم يشرحه ابن السيرافي ولا النحاس ـ شرح السيرافي ٣ / ٣٠٢ ، المنصف ٢ / ١٢ ، ٤٢ ، اللسان عوط ٧ / ٣٢٨.