قوله : " ومع هذا إن هذه الواو تعتل" إلى قوله : " فصار اليوم بمنزلة القووس".
يعني : أن اليوم لو تركت الواو ولم تقلب ، لاعتلت لتحركها وانفتاح ما قبلها ويكره كونها مضمومة ، فإذا انضم إلى ضمتها كون الياء من يوم ، كان أشد للكراهية ، فصارت الواو في اليوم كضمة قووس.
وأما أشاوى فإنها جمع إشاوة مثل : إداوة وأداوى ، وإشاوة غير مستعملة ولا هي من لفظ شيء فزعم سيبويه أن أصلها : شياءة لأن عين الفعل من شيء : ياء ولامه : همزة فإذا بنينا منه فعالة مثل : هراوة ، صار : شياءة ثم قدمت الهمزة التي هي لام الفعل إلى موضع فاء الفعل كما فعل ذلك بأشياء ، وأصلها شيئاء عند الخليل وسيبويه ، فإذا قدمت الهمزة في شياءة صارت : أشاية فقلبت الياء واوا فقيل إشاوة ، كما قيل : أتيته أتوة ، فقلبوا الياء واوا لتداخل الياء والواو ومشاركتهما ، فإذا جمعوا إشاوة قالوا : أشاوى كما قالوا : إداوة وأداوى.
وقوله : " وإنما حملت هذه الأشياء على القلب حيث كان معناها لا يطرد ذلك فيه" إلى قوله : " ما يذهب فيه الحرف الزائد". يعني : أن القلب إنما يعرف بأن لا يثبت الحرف في تصاريفه على ترتيب القلب كقولنا :
إذا صرفنا مسايئه في وجوهها قلنا : هي من ساء يسوء ، فتجد الواو قبل الهمزة في هذه التصاريف ، وكذلك" أشاوى" لما رأينا الواو فيها لا تطرد في قولك شيء وأشياء ، علمنا أن الواو بدل ، وكذلك" اليمي" قد علم باليوم وسائر تصاريفه أن الميم مقدمة فاعلمه.
هذا باب ما كانت الواو والياء فيه لامات
قوله في هذا الباب : " والوجه في الجمع الياء ، وذلك ثديّ وعصيّ إنما" ذكر" ثديّ" في هذا الباب وليس منه لأنه فعول وتقديرها : " ثدوي" وقلب الواو ياء يلزم لاجتماعهما وسكون الأول منهما ولأنه جمع. ويجوز أن يكون إنما ذكره لأن العرب قد جعلت ذوات الياء في هذا الباب كذوات الواو لفظها حتى سوّت بينهما في ما كان شاذّا.
فقالوا : إنّه لينظر في نحو كثيرة ، وهو جمع" نحو" من ذوات الواو ، وقالوا : " فتوّ" وهو جمع فتى وفتيان من ذوات الياء.
واعلم أنك تقول في فعل من جئت على قول الخليل وسيبويه : جيء ، فإذا خففت الهمزة ، قلت : جي. وذلك أن الأصل في جيء : جيء ، وكسرنا الجيم لتسلم الياء كما فعلنا في بيض لسكون الياء ، فإذا ألقينا حركة الهمزة على الياء تحركت الياء فعادت ضمة الجيم التي هي لها في الأصل ، فإن بنينا منه فعلل قلنا : جوئ ، والأصل : جوئي فقلبنا الياء واوا لانضمام ما قبلها وسكونها وبعدها من الطرف كما قلبناها في عوطط وكولل ، وهو فعلل من الكيل.
فإذا خففنا الهمزة ألقينا حركتها على الواو فتحركت فرجعت إلى الياء وانضم ما قبلها ، فإذا