الإذن ـ إذا ـ دليل المنع لأن منصب العون خاص بالله فضلا عن المنع.
ومن المأذونة بصورة عامة هو التعاون والاستعانة في كافة الأمور والمشاغل الحيويّة المباحة ، وهي في غير المباحة ـ فقط ـ غير مباحة دون شرك أو إلحاد ، إلّا إذا أشركت بالله أم استقلّت بجنب الله.
(اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) (٦)
هل يصح «السراط» كما في الشواذ؟ كلّا وإن اتحد المعنى ، حيث النص المتواتر هو «الصراط» مهما كان أصله اللغوي من سرط الطعام (١).
وهو هنا الدين ككل لأنه مؤدّ إلى استحباب الثواب واستدفاع العقاب ، طريقا قاصدا ومنهجا رائدا وبيانا زائدا يوصل إلى الهدف المقصود.
إنها خير دعاء واستدعاء في قلب السبع المثاني ، وهي قلب الصلاة ، كما هي قلب العبادات فإنها خير موضوع ، وإن لها خير موضع في خير موضوع ، فإنها بعد خطوات المعرفة والعبودية والاستعانة ، فلأن الدعاء هي مخّ العبادة فلتكن في مخّ العبادة.
وإنها دعاء لا يستغني عنها أحد من عباد الله حتى أسبق السابقين وأقرب المقربين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله الطاهرين (عليهم السلام) فضلا عمن دونهم من سائر المخلصين والمخلصين وعباد الله أجمعين.
__________________
(١) في الدر المنثور ١ : ١٤ ـ اهدنا السراط بالسين عن عبد الله بن كثير وابن عباس وفي أسانيد عن ابن عباس «الصراط» وكما أخرج الحاكم وصححه وتعقبه الذهبي عن أبي هريرة ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قرء «اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ».