فهدى الصراط المستقيم في مثلّث ولكلّ درجات ، ولأن دعاء الهداية عامة فلتشمل كافة المتطلّبين ، حتى ومن هو على صراط مستقيم ، أم هو هو صراط مستقيم حيث يهدي إليه (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (٤٢ : ٥٢).
إذا ف (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) تعم الهداية «إلى» و «ل» و «على» ثم وأعلى منها كالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وذويه الذين هم ـ فعلا ـ على صراط مستقيم.
والجمع في «اهدنا» كما الجمع في «نعبد ونستعين» يجمع في دعاء الهداية كل العابدين الله والمستعينين الله في مثلث الدرجات ، من هو مثلك أو دونك أم فوقك ، وحاش لله أن يستجيبك فيمن فوقك كما هي طبيعة الحال ، ثم يتركك بمن هو مثلك أو دونك على ما أنتم ، وهذه من أسس الدعاء أن نجمع إلى أنفسنا غيرنا من صالحين وطالحين ، ليستفيد الطالحون ، ويفيدنا الصالحون.
كما (الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) دون إليه أو عليه لمحة إلى أن القصد دمجنا في الصراط المستقيم ، ودمجه فينا حتى نصبح نحن الصراط المستقيم ، ولكي نثبت عليه ونهدي إليه ، في أيّة درجة من مدارجه.
ونحن نطلب هداية الدلالة والتوفيق والإيصال لما لم نصله حتى الآن ، والتثبيت على أصل الهدى التي وصلناها حتى الآن ، تثبيتا حتى لا نرجع القهقرى ، ودلالة لما فوقها بمعنييها تكاملا إليها ، فنحن ـ إذا ـ في أبعاد أربعة من تطلّب الهدى.
والصراط ـ كما السراط ـ من سرط الطعام إذا ابتلعه وزرده بسهولة ودون إبقاء ، فهو السبيل المستسهلة السوية التي يبتلعها سالكها أو تبتلعه ،