وما بين المبدء والمعاد ، فلو كان لله اسم أفضل من هذه لذكرها في ام القرآن.
ثم هي على ترتيب الأهمية : «الله ـ الرحمن ـ الرحيم ـ رب العالمين ـ مالك يوم الدين».
فقارئ الحمد قارئ للقرآن العظيم وكما يروى عن الإمام الرضا (عليه السلام).
فإن قال : فلم أمروا بالقرائة في الصلاة؟ قيل : لئلا يكون القرآن مهجورا مضيّعا مدروسا فلا يضمحل ولا يجهل ـ
فإن قال : فلم بدئ بالحمد في كل قراءة دون سائر السور؟ قيل : لأنه ليس شيء من القرآن والكلام جمع فيه من جوامع الخير والحكمة ما جمع في سورة الحمد.
وذلك ان قوله : (الْحَمْدُ لِلَّهِ) إنما هو أداء لما أوجب الله تعالى على خلقه من الشكر ، وشكر لما وفق عبده للخير ـ
(رَبِّ الْعالَمِينَ) تمجيد له وتحميد وإقرار بأنه هو الخالق المالك لا غيره ـ
(الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) إستعطاف وذكر لآلائه ونعمائه على جميع خلقه ـ
(مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) إقرار بالبعث والحساب والمجازات ، وإيجاب له ملك الآخرة كما أوجب الله له ملك الدنيا ـ
(إِيَّاكَ نَعْبُدُ) رغبة وتقرب إلى الله عز وجل وإخلاص بالعمل له دون غيره ـ
(وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) استزادة من توفيقه وعبادته واستدامة لما أنعم عليه