وقاية وإقامة للأهم في دين الله ، قياما كان أو قعودا.
فالمؤمن بالله من شرط الله مهما اختلفت الظروف والإمكانيات ، فاختلفت صور التقوى في مختلف الميادين.
والتقوى بصيغة مجملة نابعة من الغيب ، غيب الفطرة والعقل والقلب ، نابغة إلى غيب الحقائق : غيب الله ـ غيب الآخرة ـ غيب الوحي ، فالصلاة الناتجة عن الايمان بهذه الغيوب ، ثم الإنفاق في سبيل الله ، وهي الخمس المذكورة هنا من صفات المتقين ، ثلاث هي الغيب ، واثنان هما الشهادة الناتجة عن مثلث الغيب.
(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ(٤))
فالغيب الاوّل هو مطلق الغيب الذي يجب الإيمان به ، وهو يشمل غيب الألوهية الذي لزامه غيب الآخرة ، اللذان لزامهما غيب الوحي : ما أنزل إلى الرسول وما أنزل من قبله ، ومثلث الغيب هذا لزامه عبادة الله : الصلاة ، ورعاية عيال الله : الإنفاق!
ثم الإيمان بالملائكة من فروع الإيمان بغيب الوحي ، والوفاء بالعهد والصبر في البأساء والضراء وحين البأس ، والإتيان بالصدق والتصديق به هي كلها من نتائج الإيمان بمثلث الغيب ، كما الإيمان بضلعي الوحي والآخرة مربوط بقاعدة الإيمان بغيب الألوهية!
وهذه جماع أوصاف المتقين هنا وفي سائر القرآن ، التي تجمعها الخمس هنا ، كما يجمع الخمس ايضا مطلق الغيب.
فالإيمان بالغيب كلما كان أعمق وأعرق يضرب إلى إيمان الشهود أوفق