قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ) (١٠ : ٧٤) (كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) (٤٠ : ٣٥).
فلانهم كفروا بنعمة القلوب والسمع الإنساني ، تناسيا عما يتوجب عليهم فيها ، وتعمدا وتعنّدا لضلالها ، جازاهم الله في الأولى بطبعها ولهم في الآخرة عذاب عظيم.
وهكذا يفعل الله بمن يبدل نعمة الله كفرا أن يذهب بها ويجعلها نقمة ، ويقلّبها عليهم دمارا وبوارا : (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ) (١٣ : ١١).
ثم القلوب هنا وفي سائر القرآن هي قلوب الأرواح لا الأبدان كما السمع والأبصار حيثما تقرنان بالقلوب هما كذلك للأرواح ـ فكثير من هؤلاء الكفار المختوم على قلوبهم ، المغشوّة سمعهم وأبصارهم ، لهم قلوب وسمع وأبصار لأبدانهم قوية ، وأقوى من المؤمنين وإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وقد نأتي على قول فصل حول القلوب والأفئدة والسمع والأبصار والصدور والأرواح والعقول والأفكار بطيّات آياتها الأنسب وهي ثمان كأبواب الجنة الثمان ، ألا فاعتبروا يا اولي الأبصار.
فأولئك الكفار ، لاستهتارهم بالمنذرين والإنذار ، لحد تساوى عليهم الإنذار واللّاإنذار ، مطبوع على قلوبهم هنا ، وموعودون في الأخرى عذاب النار ، عذابا على عذاب (وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ)!.
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (٨)