كما وان «لكم» تصريحة : أن فراش الأرض هو لصالح حياتكم عليها ، وترى أن «كم» هم نحن الأنسال من آدم الأخير ، المخلوق أخيرا بعد ملايين السنين من فراش الأرض ، أم والأنسال السابقة من أناسيّ سابقين ، الذين خلقوا منذ فراش الأرض ، كما تدل عليه آيات الخلافة وأقوات الأرض؟ (١).
علّه الاوّل ، لا اختصاصا بنا ، وإنما تكريما لنا على من سبقنا ، أم هو الثاني جمعا بين المكلفين ، وان كانوا حال الخطاب منقرضين ، ولكنما الماضين متى يشملهم مستقبل الخطاب؟ اللهم إلّا إذا خوطبوا من قبل كما هنا وأنّى لنا بإثباته!
ويا لفراش الأرض من نعمة عظيمة لا ندركها لأننا ساكنوها منذ كنّا ، حيث يتطلّب موافقات عدّة بين عناصر عدة تعدّ الأرض بها فراشا لها ، فلو فقد او قلّ او زاد عنصر واحد من هذه العناصر في ترابها او ماءها او هوائها لاستحالت او صعبت الحياة عليها ، سبحان الخلاق العظيم! ..
كذلك السماء حيث جعلها الله بناء ولم تكن بناء ، فنور الأرض وأمطارها وكثيرة اخرى من بركاتها هي من بناء السماء : (وَبَنَيْنا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِداداً. وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً. وَأَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً).
__________________
ـ العسكري (عليه السلام) مسلسلا عن آباءه الكرام عن علي بن الحسين (عليه السلام) في الآية : ... ولم يجعلها شديدة الحمّا والحرارة فتحرقكم ولا شديدة البرد فتجمدكم ولا شديدة طيب الريح فتصدع هاماتكم ولا شديدة النتن فتعطبكم ، ولا شديدة اللين كالماء فتغرقكم ولا شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في دوركم وأبنيتكم وقبور موتاكم ولكنه عز وجل جعل فيها من المتانة ما تنتفعون به لدوركم وقبوركم وكثير من منافعكم فلذلك جعل الأرض فراشا لكم ....
(١) يأتي البحث عن آيات الخلافة هنا وآيات الأموات في فصلت.