(فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) أن هذه النعم هي من إله واحد دون أنداد! : أمثال ونظائر أو أضداد.
وكما التوحيد له درجات ، كذلك اتخاذ الشركاء الأنداد دركات : فالند قد يعبد من دون الله ، أو يعبد مع الله ، ام لا هذا ولا ذاك وإنما يخضع له كما يخضع لله ، ركوعا ام سجودا أم ماذا؟ واستغاثة واستعانة به من دون الله ، او مع الله ، او بعد الله ام ماذا؟ او اعتقاد تأثير له من دون الله او مع الله او بعد الله ام ماذا؟ فحتى الرئاء شرك بالله ، فجعل الأنداد لله محرم او كفر او شرك او إلحاد بالله ، صاعدة إلى اتخاذها آلهة من دون الله ، ونازلة الى الرئاء وبينهما متوسطات! : (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) حيث الشرك كدبيب النمل! ففي الحديث أن رجلا قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما شاء الله وشئت قال : أجعلتني لله ندا؟! وقد قالت اليهود له (صلى الله عليه وآله وسلم) دينك خير دين لو لا أن أمتك مشركون! قال : وكيف؟ قالوا : حيث يقولون : لو شاء وشاء محمد ، فغضب فقال لهم : لا تقولوا هكذا ، قولوا : لو شاء الله فشاء محمد تفريعا لمشيئته (صلى الله عليه وآله وسلم) على مشيئة الله ، لا قرنا لها إياها!
(وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٣) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) (٢٤).
.. تحدّ بالقرآن ـ أنه وحي السماء ـ الناس أجمعين في الطول التاريخي والعرض الجغرافي ، جزما بعدم إمكان الإتيان بمثل القرآن ولا بسورة من مثله : القرآن : (وَلَنْ تَفْعَلُوا)!.