٢ ـ (أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) : في (مَنْ يُفْسِدُ فِيها وَيَسْفِكُ الدِّماءَ) فانه مهما حصل فهو أقل ممن مضى ، وليس معذلك ممن يعنى من «خليفة» فانها هم الأسماء التي سوف تعرض عليكم وتنّبئون بأسمائها.
او «صادقين» في (وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ) كأنكم أنتم الأعلون في هذا المسرح.
او «صادقين» في معرفة هذه الخليفة ، أن تدفعكم للحكم عليها ولأنفسكم ، أم ماذا
٣ ـ (قالُوا سُبْحانَكَ) : ننزهك عن أن نقول بغير علم ، أو أن تجعل فيها من يفسد فيها .. أو أن نعلم قبل أن نعلّم ـ :
٤ ـ (لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا) توحي أن علوم الملائكة أنما هي بالتعليم الإلهي وحيا دونما محاولة منهم او تحصيل ، كدحا في تعلّم او تفكير ، إلّا وحيا ، ومن ميّزات الإنسان عدم انحصار علومه بهكذا وحي ، فله استخدام مختلف الوسائل للحصول على علوم مهما قلت او كثرت ، ومهما اخطأ فيها لو سلك غير سبلها.
فعلم الوحي في الملائكة والناس على سواء في عدم تكلف التحصيل ، ثم للإنسان علم زائد يحصل له بتحصيل ، وهو ليس للملائكة دون وحي إلّا جهلا ، ولكنه للإنسان علم بعد علم الوحي ، مهما تورّط في مجاهيل.
ف (لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا) اعتراف ثان بقصورهم وجاه هذه الخليفة : (إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ) دون سواك ، تعلم ما تفعل وتفعل ما تعلم : «الحكيم» في أفعالك كلّها كما هنا وإنّما نحن الخاطئون!
هنا يحسن بنا عرض نظير القصة من الأصل السرياني لكتاب إدريس