مقصودا للشيطان نكاية بآدم وزوجه ، أنكما تحملان سوآت في أبدانكما ، واخرى في أرواحكما حيث عصيتما ربكما فلست أنا العاصي فقط وأنتما مطيعان! فهذا عصيان بعصيان وأي فرق بين عصيان وعصيان؟ فطالما أنا عصيت ربي أن لم أسجد لك ، فأنت عصيت ربك فيما أنعم عليك من الجنة ، ام ماذا من أهداف أضاليل.
فالشيطان بخيله ورجله يحاول دوما بخطواته أن يضم الى حزبه من عباد الرحمن لكي لا يبقى وحده مرذولا مدحورا.
ومن ثم كان لظهور السوأة هذا أثره في آدم وزوجه ، ان يأخذا حذرهما في الحياة الأرضية ، ويتاكدا من (إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ)
فعلى الإنسان أن يلتزم لباس التقوى الذي يستر على العورات والسوآت كلّها : (يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِباسُ التَّقْوى ذلِكَ خَيْرٌ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ. يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْآتِهِما إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) (٧ : ٢٧).
وما لم تظهر السوآت لا يندفع أصحابها لسترها أو علاجها ، فقد كانت بلية الجنة لأدم وزوجه درسا للأجيال كلها : كيف عليهم أن يعيشوا معركة الحياة الأرضية ، ولكي يرجعوا الى الجنة على ضوء الصالحات في معتركات الحياة ، حيث الجنة دون كدح وعمل ليست بالتي ترضي الضمير : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ)
٦ ـ لماذا «فتشقى» دون «فتشقيا» في (فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى)؟ كما و (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى. وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى ، فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ) رغم انهما معا منهيان وقد حذّرا معا