(بَنِي إِسْرائِيلَ) في القرآن هم «بني يسرائل ـ او يسرائيل» في التورات العبراني ، ف : «يسرا» ـ هو «عبد» و «ئل» أو «ئيل» هو «الله» : عبد الله ، وهو يعقوب بن إسحاق رأس السلسلة الإسرائيلية ، واين إسرائيل القرآن من إسرائيل التوراة ، إذ تفسره بمن صارع الله فصرعه فأخذ بركة النبوة منه حتى خلّصه! (١).
تذكر إسرائيل (٤٣) مرة في سائر القرآن في ١٨ سورة : ١١ مكيا (٢٣) آية وفي ٧ مدنيات (٢٠) آية.
فبنوا إسرائيل هم أكثر الأقوام ذكرا وقصصا في العهدين : المكي والمدني ـ رغم أن القرآن المكي لم يعش وسطا يهوديا في مكة وإنما هو المدني.
لذلك لا نجد خطابا لهم بين المكية ال : ٢٣ ـ إلّا مرة واحدة : (يا بَنِي إِسْرائِيلَ قَدْ أَنْجَيْناكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ ..) (٢٠ : ٨٠) ولكنها ايضا لا تخاطب الموجودين إذ لم يكونوا في مكة ، وإنما هي حكاية حال ماضية : (وَلَقَدْ أَوْحَيْنا إِلى مُوسى ... (٧٧) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ .. (٧٨) يا بَنِي إِسْرائِيلَ ..).
ومما يلاحظ أن طريقة عرضهم في العهد المكي يختلف عن المدني ، فلا يعني العرض المتواصل إلّا تثبيت القلة المؤمنة في مكة بعرض تجارب من الدعوة وموكب الايمان الواصل منذ أول الخليقة ، وتوجيه الكتلة المسلّمة بما يناسب ظروفها في مكة ، اعتبارا من وسط الأمة الإسرائيلية التي هي أولى الأمتين العظيمتين الحاملتين الشرعة الأصيلة الإلهية المترامية الأطراف: هما
__________________
(١) راجع كتابنا «المقارنات العلمية والعقائدية بين الكتب السماوية».