صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً) (٣٣ : ٨) (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ ... فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (٧ : ١٥٧).
ف (أَوْفُوا بِعَهْدِي) إيمانا بهذا الرسول النبي الأمي (أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) : لأكفرن عنكم سيئاتكم ولأدخلنكم جنات .. الرحمة المكتوبة للذين آمنوا :. الفلاح .. : فلاحا في الرحمة ورحمة في الفلاح بعد تكفير السيئات.
وقد يعني هذا العهد مجموعة العهود العامة والخاصة المأخوذة عليهم كمكلفين ـ موحدين ـ اهل الكتاب ـ بني إسرائيل ، والقدر المسلم عهد الرسالة الإسلامية كما يبرز هو فقط بعد هذه الآية دون فصل : (وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ ...)! ولا تنافيه وحدة العهد «عهدي» حيث الكل واحدة في الاتجاه مهما اختلفت في صيغها وشكلياتها ، على أن عهد الرسالة الإسلامية هو العهود كلها ، حيث يجمعها ـ كأكملها ـ كلها ، وسوف تمر عليك البشارات الكتابية بحق الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) بطيّات آياتها.
(وَأَوْفُوا بِعَهْدِي) الذي عاهدته عليكم ، فإن وفيتم (أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) الذي عاهدته لكم : (.. لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ... فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ...) وذلك بعد قوله تعالى : (وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ ...)!
وطالما الخطاب الظاهر هنا لبني إسرائيل وفي إطارات خاصة ولكنه كضابطة عامة تعم كافة العهود المأخوذة على الأمم والأفراد ، المقابلة لما