صيانة القرآن عن التحريف :
لو لم تكن شنشنة أعرفها من جاهل او متجاهلين ، الذين يخرفون فيهرفون بما لا يعرفون عن القرآن ، هرفا في التحريف ، لما كتبت عنه شيئا ، لأن القرآن فوق هذه الأقاويل الزور ، والتي تسربت إلى أحاديث الإسلام فترسّبت عند من غرب عقله ، فلذلك أجمل البحث عنه كما أجمله شيخ الطائفة وأضرابه ، (١).
وجملة القول ممن تقوّل في هذا المضمار : أن القرآن محرف بنقصان فقط وفي التأليف (٢) واما الزيادة فمجمع على بطلانها ، ولا ريب أن الآيات الموجودة كلّها قرآن ، ومنها ما تصرّح بعدم التحريف أيا كان ، فقولة
__________________
(١) قال في مقدمة تفسيره «التبيان : واما الكلام في زيادته ونقصانه فمما لا يليق به ايضا لان الزيادة مجمع على بطلانها والنقصان منه فالظاهر ايضا من مذهب المسلمين خلافه وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا وهو الذي نصره المرتضى وهو الظاهر في الروايات غير أنّه رويت روايات كثيرة من جهة الخاصة والعامة بنقصان كثير من آي القرآن ونقل شيء منه من موضع إلى موضع طريقها الآحاد التي لا توجب علما ولا عملا والاولى الإعراض عنها وترك التشاغل بها لأنه يمكن تأويلها ولو صحت لما كان ذلك طعنا على ما هو موجود بين الدفتين فان ذلك معلوم صحته لا يعترضه أحد من الأمة ولا يدفعه.
ورواياتنا متناصرة بالحث على قراءته والتمسك بما فيه وردّ ما يرد من اختلاف الأخبار في الفروع اليه وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رواية لا يدفعها احد انه قال : اني مخلف فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا ابدا كتاب الله وعترتي اهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ـ وهذا يدل على انه موجود في كل عصر لأنه لا يجوز ان يأمر بالتمسك بما لا نقدر على التمسك به .. وإذا كان الموجود بيننا مجمعا على صحته فينبغي ان نتشاغل بتفسيره وبيان معانيه ونترك ما سواه».
(٢) راجع ج ٢٩ ص ٢٨١ ـ ٢٨٤ على ضوء الآية : ان علينا جمعه وقرآنه.