كسف الشمس بجناحها وذبها.
فكل أمر يرجع إلى القرآن لفظا ومعنى وترتيبا وقراءة ، إذ لا نصدق أية قراءة لا توافقها المتواترة المتداولة ، المخطوطة والمطبوعة ، فذة او في التفاسير ، ولا سيما القراءات التي تغير المعاني.
وسوف ترى في هذا التفسير ان وصمة التحريف تهريف هراء من بعض الجهال او المعاندين ، وتجديف في أحاديثنا من إسرائيليات ومسيحيات تعني تشويه القرآن كما شوهت سائر كتابات السماء ، وأن القرآن بنفسه يذود عن نفسه هذه الوصمة الجاهلة ، بألفاظه ومعانيه ، كما هو يثبت كونه وكيانه أنه إلهي واصب كالشمس في رايعة النهار ، فهو هو دليل لكل دليل ومدلول ، ولا يحتاج بنفسه إلى دليل ، اللهم الّا لمن لم يعش القرآن قلبه ، او يعشو قلبه عن نوره المبين وتبيانه المتين ، فلينبّه لذكراه ، ليهتدي إلى هداه.
ومن آياته أن تسمت جملاته بالآيات ، حيث اتسمت بأنها دالات بكونها بذواتها إلهيات ، فكما أن معجزات الرسالات آيات كذلك القرآن كله آيات ولكنها خالدات.
التفسير المأثور :
نجد الكثير من أحاديث التفسير لا تعني تفسير المفاهيم ، وانما المصاديق الجلية او الخفية او المختلف فيها ، دون أن تحصر الآيات بنفسها إذ لا تتحملها.
فتفسير النباء العظيم والصراط المستقيم بعلي امير المؤمنين (عليه السلام) هو من قبيل الجري والتطبيق ، وبيان مصداق مختلف فيه ، ولو كان هو ـ فقط ـ الصراط المستقيم لأصبح النبي طالبا في صلواته ليل نهار صراط علي كأنه (عليه السلام) أعلى منه (صلى الله عليه وآله وسلم)!