الصالحة والعمل غير الصالح ، ام يحسن في وجه واحد ، عقيدة او عملا ولا يحسن في الآخر ، فهو ايضا غير محسن ، إذا (وَهُوَ مُحْسِنٌ) يعم احسان وجهي الباطن والظاهر لله دون اختصاص بوجه ، ام ترك الإحسان في إسلام الوجه.
فلا بد ـ إذا ـ من إحسان وجه العلم والعقيدة والنية وسائر الطوية ، إلى احسان وجه الأعمال ، المنبثقة من الوجه الأول.
«بلى» هذا هو كفيل الجنة ، دون أية جنسية او طائفية او عنصرية أو إقليمية في ذلك الإسلام ، فانما الإسلام المحسن لا سواه ، سواء أكان إسلاما في شرعة نوح وإبراهيم ، أم موسى وعيسى ، ام محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، بل وإسلام التوحيد المزيج ، أم وغير الكتابي ما دام صاحبه مسلما وكما يقول الله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (٢ : ٦٢) وهم كلهم موحدون ، بين مسلم وهود ونصارى ـ وهم كتابيون ـ أم عوان وهم الصابئون ، ام وموحد غير كتابي كالمجوس : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ ...) (٢٢ : ١٧) فما لم يدخل فيهم (الَّذِينَ أَشْرَكُوا) كان «لهم (أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ) ثم إذ دخلوا فيهم (إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ)!.
اجل (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ. يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَأُولئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ. وَما يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ) (٣ : ١١٥) «بلى» انما هي حكمة واحدة ثم «لا وكلا»! (بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ) لا للأمنيات والهوسات الجهنمية ، إنما «لله» ثم (وَهُوَ مُحْسِنٌ) في إسلام وجهه ، يسلمه لله كما أمر الله ، مهما كان