فأحرى أن يرجع إليه إصلاحا لما أفسدوا زعم الانتساب اليه في شرعتهم وطقوسهم.
هنا يبدأ بشريطة الإمامة الابراهيمية ، وهي الابتلاء العظيم ، إمامة لها شروطها وظروفها الخاصة كنبراس شامل لإمامة الرسالة ورسالة الإمامة على طول الخط.
ذلك ـ وليعلم بنو إسرائيل ، ألّا يرثوا الإمامة من إبراهيم كسائر الميراث الذي لا شرط فيه إلا قرابة الدم واللحم على شروطها ، فانما هي على شرط التوفية الشاملة لكل الابتلاءات الربانية وترك المظالم كلها مهما لم يكن من ذريته ، أم كان منهم من إسرائيل ، ام كان من بني إسماعيل حين تنقرض شروطات الإمامة في بني إسرائيل :
(وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) ١٢٤.
«ابراهيم» مذكورة في سائر القرآن (٦٩) مرة في (٢٥) سورة وهي لغة سريانية قد تعني أب الجماعة الكثيرة وقد قرأت بأشكال تسعة (١) أثبتها
__________________
(١) والثمانية الأخرى هي : «إبراهام ـ إبرهم ـ ابرهم ـ ابراهم ـ ابراهم ـ ابراهم ـ ابرهوم» والظاهر ان هذه كلها الا لفظ القرآن سريانية أم عبرانية ، والمعربة الصحيحة هي «إبراهيم» ، وقد فسرت بتفاسير عدة ك «أب رحيم» برىء من الأصنام هام الى ربه ـ الشديد النظر ـ والأولان بعيدان لأنها سريانية لا نفسّر بتجزئات عربية ، رغم ان ذلك خلاف التجزئة أيضا ، فأين أب من أب واين راهيم من رحيم! مهما عنت الأب الرحيم من غير هذا التحليل ، وقد يعني الأب العالي كما في قاموس الكتاب المقدس للدكتور بوست ، يعني أب الجماعة الكثيرة (التكوين ١٧ ـ ٤ و ٥) : «أما أنا فهوذا عهدي معك وتكون أيا لجمهور من الأمم ٤ فلا يدعى اسمك بعد إبرام بل يكون اسمك إبراهيم لأني أجعلك أيا لجمهور من الأمم ٥ واثمرك كثيرا جدا وأجعلك أمما»