«قولوا» أيا كنتم من الملل ، سلسلة موصولة متواصلة من ملل كتابية (آمَنَّا بِاللهِ) كأصل هو رأس زوايا الإيمان ، ومن ثم فروع : (وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا) ككل الكتابيين ، (وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا) كمسلمين ، والإيمان بكتابات السماء ذريعة للإيمان بالقرآن وكما يروى عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): «آمنوا بالتوراة والزبور والإنجيل وليسعكم القرآن» (١).
أم و «قولوا» أيها المسلمون (آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا) : القرآن ـ لا فحسب بل (وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ ... وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ) قبل إبراهيم وبعده ككلّ.
وترانا كيف نؤمن بعد ما أنزل إلينا ـ وهو ناسخ ـ بما أنزل إلى سائر النبيين وهي منسوخة؟.
إنه إيمان تصديق بكل ما أنزل الله أنه من الله ، ثم وإيمان تطبيق لكلّ في زمنه ، فتطبيق لشرعة القرآن الناسخة للبعض من سائر الشرائع ، وهو تصديق لها إذ تبشر بالقرآن ، ثم ومحور الإيمان هو الإيمان بالله وبرسالاته واليوم الآخر ، الأصول الأساسية لكل إيمان ، (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) في هذه الأصول ، ولا سيما رأس الزاوية وهو توحيد الله «ونحن» ككل «ونحن» المسلمين «له» لا لسواه «مسلمون».
كما و (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ) في ضابطة الإيمان ، أن نؤمن ببعض ونكفر ببعض ، فلا تفريق هنا أو هناك ، وذلك كلمة الإيمان الجاسم الحاسم (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) حيث (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ
__________________
(١) الدر المنثور ١ : ١٤٠ ـ أخرج ابن أبي حاتم عن معقل بن يسار قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ...