الى ٢٤ ، ف ١٢ عند خط الإستواء ، و ٢٤ عند الدائرة القطبية ، ثم تأخذ في الزيادة في الدائرة القطبية من ١٢ ساعة الى ٢٤ وإلى شهر فشهرين إلى ستة أشهر ، وأعجب باختلاف زمنيّ بين نصف ساعة وستة أشهر!.
كما والسنة كلها حاضرة الفصول الأربعة في مختلف أيامها ، فالصيف في الشمال كمصر وأوروبّا شتاء عند أهل الجنوب ك «ناتال».
وكل ساعات الليل والنهار كائنة حاضرة في كل الساعات حسب مختلف الآفاق في كرتنا الأرضية ، فالصباح عندنا مساء عند آخرين وليل عند ثالث وفجر عند رابع وهكذا سائر الأوقات ، قضية الكروية لأرضنا ، واختلاف أنحاء الأرض قربا وبعدا.
اختلافات ثلاث منضّدة منتظمة ، فأصل حدوث كلّ بعد الآخر دليل على محدثهما ، ونضد المحدث دون تفاوت وتهافت دليل وحدة المحدث ، سبحان الخلاق العظيم.
ذلك! وإن توالي الإشراق والعتمة ـ فذلك الفجر وذلك الغروب ـ يعتز له المشاعر الحيّة ، والقلوب النابهة ، مهما فقد الإنسان وهلتها وروعتها مع التكرار ، ولكن القلب المؤمن تتجدد في حسّه هذه المشاهد ، ويظل دائبا في ذكر الله بهذه الآيات المكرورة.
٣ (وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النَّاسَ) فان جريانها هو برياح مسخّرة بين الأرض والسماء ، ام وبطاقات أخرى كشف عنها العلم وكلّ ذلك من نعم الرحمن (وَلَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) (٥٥ : ٢٤). ولو أن هناك آلهة دون الله لكانت هناك رياح متضاربة متطاحنة كلّ تحمل إلى جانب ، لكن (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِها جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ وَجاءَهُمُ الْمَوْجُ