الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة [ ج ٢ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

فيا لحمقهم من عمق ، ولعمقهم من حمق ، كيف يجهّلون الله مصلحية الحفاظ على الرسالة الإسرائيلية في زعمهم.

ومن أعجب العجاب أنهم يجهّلون غير المعاندين منهم ، المجاهرين بذلك الفتح للذين آمنوا : (أَفَلا تَعْقِلُونَ) وهم أنفسهم يحملون من اللّاعقل ما ينفر منه الحمر المستنفرة ، حاسبين ألّا حجة لله عليهم إلّا أن يصارحوا المسلمين بذلك الفتح! فحقا إنهم أباقرة عباقرة!.

(وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) ٧٨.

هذه فرقة ثالثة إسرائيلية ، جاهلة قاحلة مستضعفة ، بعد الأولى العالمة المعاندة المستكبرة المحرفة ، والثانية المتعلمة المنافقة غير المتطرفة ، والويل كل الويل على الأوّلين ، ثم الآخرين حسب دركات في تقصيراتهم ، ثم المستضعفون القحّ غير المعاندين قد تدركهم رحمة من الله.

ف «أميون» هنا يعني عن معرفة الكتاب ، سواء هؤلاء الذين لم يدرسوا قط اي كتاب ، ولم يسمعوا سمع المعرفة لعلم الكتاب (١) ، أم الذين هم دارسون علوما غير علم الكتاب ، أو الذين درسوا ألفاظه وهم عن معانيه غافلون ، وعن مغازيه جاهلون ، ومهما اختلفت دركات ثالوث الأمية ، ولكنهم كلهم قد يعتبرون هنا من الأميين ، وكما اعتبر غير أهل الكتاب ـ ككل ـ من

__________________

(١) نور الثقلين ١ : ٩٢ عن الاحتجاج للطبرسي باسناده الى أبي محمد العسكري (عليه السلام) في الآية : إنّ الأمي منسوب الى الأم ، اي هو كما خرج من بطن امه لا يقرء ولا يكتب ، لا يعلمون الكتاب المنزل من السماء ولا المتكلم به ولا يميزون بينهما إلا أماني ، اي إلّا ان يقرء عليهم ويقال لهم ان هذا كتاب الله وكلامه ، لا يعرفون إن قرئ من الكتاب خلاف ما هم فيه (وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) اي ما يقرأ عليهم رؤساءهم من تكذيب محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) في نبوته ...