(وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَما يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)٩٣.
(... بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (٦٣) ثم توليتم من بعد ذلك ... (٦٤) (وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثاقِهِمْ وَقُلْنا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً ...) (٤ : ٥٤).
قصة واحدة تأتي في مجالات عدة بمختلف الألفاظ الجانبية والأصل واحد ، وهنا الجواب الفصل عن (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا ما فِيهِ) ـ واسمعوا : (قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا) والعصيان بعد حجة السمع هو أجرء عصيان.
ثم (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) وكيف يشرب العجل في القلوب؟ ولا يشرب العجل بل يوكل! وليس الشارب هو القلوب!.
إنها مبالغة بليغة في حب العجل ، فكأنها تشربت حبّه فمازجها ممازجة المشروب ، وخالطها مخالطة الشيء الملذوذ ، ولأن القلوب هي أعماق الكيان الإنساني ، فإشرابهم حب العجل في قلوبهم كناية عن أن حبه تعرق وتعمق في كل كيانهم.
وما ألطفها رواية ـ إن صحت ـ أن «عمد موسى فبرد العجل ـ قطعا بالمبرد ـ من أنفه إلى طرف ذنبه ثم أحرقه بالنار فزرّه في اليمّ ، وكان أحدهم يقع في الماء وما به إليه من حاجة ، فيتعرض لذلك الرماد فيشربه ...» (١).
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ١٠٢ عن تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليهما السلام) في الآية : ... وهو قول الله : (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ).