الناس ، والقرآن طارد هذه الدعاوي الخاوية ، فكيف يقلب السؤال على أهله؟.
ثم في (لَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً) تحد سافر على هؤلاء المدعين ، وملحمة غيبية أن (لَنْ يَتَمَنَّوْهُ) وقد كان لهم أم لأحدهم أن يتمنوه تغلّبا في هذه المباهلة على الرسول ، ولكنهم لم يتمنوه ولن! تخوفا من وقوع الواقعة ، وذلك من قضايا المباهلة حين لا تنفع أية حجة ، وكما حصلت مرارا وتكرارا ومنها مباهلته (صلى الله عليه وآله وسلم) مع نصارى نجران.
(قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ) ٩٧.
لقد عاد هؤلاء الحماقى الأنكاد ـ فيمن عادوا ـ جبريل ، لما نزّل القرآن على نبي غير إسرائيلي؟ ثم لماذا نزل عليه نكايات على أهل الكتاب؟ ولماذا نزل عليه بشارات التوراة وكتب الأنبياء بحقه؟ ولماذا يطلع محمدا على أسرارنا؟ وذلك ـ في الحق ـ كفر بالله الذي أرسله لما أرسل بما أرسل.
لقد قالوا للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في حوار دار بينهم أنت الآن فحدثنا من وليك من الملائكة فعندها نتابعك ، او نفارقك ، قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : وليي جبريل ولم يبعث الله نبيا قط إلّا هو وليه ، قالوا : فعندها نفارقك ، لو كان وليك سواه من الملائكة لاتبعناك وصدقناك ، قال : فما يمنعكم أن تصدقوه؟ قالوا : هو عدونا ، فانزل الله تعالى : (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ) ـ إلى قوله ـ (كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ) «فعند ذلك باءوا بغضب على غضب» (١).
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ١٠٦ في العلل باسناده الى انس بن مالك عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) حديث طويل قال فيه لعبد الله بن سلام وقد سأله عن مسائل أخبرني بهن جبرئيل (عليه السلام) ـ