ومستودهم من الأرحام والظّهور ، إلى أن تتناهى بهم (١) الغايات.
وفي تفسير العيّاشيّ (٢) : محمد بن فضيل ، عن جابر ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : أتى رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ رجل من أهل البادية.
فقال : يا رسول الله ، إنّ لي بنين وبنات وإخوة وأخوات وبني بنين وبني بنات وبني إخوة وبني أخوات ، والمعيشة علينا خفيفة (٣). فإن رأيت ، يا رسول الله ، أن تدعو الله أن يوسّع علينا؟
قال : وبكى. فرقّ له رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ (٤) وقرأ : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُها وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ). وقال و (٥) من كفل بهذه الأفواه المضمونة على الله رزقها ، صبّ الله عليه الرّزق صبّا ، كالماء المنهمر.
إن قليل فقليلا ، وإن كثير فكثيرا.
قال : ثمّ دعا رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وأمّن له المسلمون.
قال : قال أبو جعفر ـ عليه السّلام ـ : فحدّثني من رأى الرّجل في زمن عمر ، فسأله عن حاله.
فقال : من أحسن من خوّله (٦) حلالا وأكثرهم مالا.
(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ) ، أي : خلقهما وما فيهما ، كما مرّ بيانه في الأعراف. أو ما في جهتي العلو والسّفل. وجمع السّموات دون الأرضين ، لاختلاف العلويّات بالأصل والذّات دون السّفليّات.
وفي الكافي (٧) : عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ خلق الدّنيا في ستّة أيّام ، ثمّ اختزلها (٨) عن أيّام السّنة. فالسّنة ثلاثمائة وأربع وخمسون يوما.
وفي كتاب الاحتجاج (٩) للطّبرسيّ : عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ حديث طويل.
__________________
(١) كذا في المصدر. وفي النسخ : تناهى لهم.
(٢) تفسير العياشي ٢ / ١٣٩ ـ ١٤٠ ، ح ٣.
(٣) لعلّه مصحّف «ضيّقة».
(٤) المصدر : فرقّ له المسلمون فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : (وَما مِنْ دَابَّةٍ) ... الخ.
(٥) ليس في المصدر ، وب : وقال و.
(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ : حوله. وخوّله الله المال : أعطاه إيّاه متفضّلا وملكه إيّاه.
(٧) الكافي ٤ / ٧٨ ، صدر ح ٢.
(٨) كذا في المصدر. وفي النسخ : أخذتها. (٩) الاحتجاج ١ / ٣٧٩.