وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (١) : قوله : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً ، أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ ، وَيَقُولُ الْأَشْهادُ هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ) ، يعني بالأشهاد : الأئمّة ـ عليهم السّلام ـ. (أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) لآل محمّد حقّهم.
وهو جمع ، شاهد ، كأصحاب. أو شهيد ، كأشراف ، جمع شريف.
(هؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) (١٨) : تهويل عظيم ممّا يحيق بهم ـ حينئذ ـ لظلمهم بالكذب على الله.
(الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) : عن دينه.
(وَيَبْغُونَها عِوَجاً) : ويصفونها بالانحراف عن الحقّ والصّواب. أو يبغون أهلها أن يعوجوا بالرّدّة.
(وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كافِرُونَ) (١٩) : والحال أنّهم كافرون بالآخرة.
وتكرير كلمة «هم» لتأكيد كفرهم واختصاصهم به.
وفي تفسير العيّاشيّ (٢) : عليّ بن إبراهيم (٣) ، عن أبي عبيدة قال : سألت أبا جعفر عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَمَنْ أَظْلَمُ ـ إلى قوله ـ يَبْغُونَها عِوَجاً).
قال : هم أربعة ملوك من قريش ، يتبع بعضهم بعضا.
والملوك الأربعة : الثّلاثة ، ومعاوية.
وفيه (٤) : (يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) ، [يعني :] (٥) يصدّون عن طريق الله ، وهي الإمامة. (يَبْغُونَها عِوَجاً) صرفوها إلى غيره (٦).
(أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ) ، أي : ما كانوا معجزين الله في الدّنيا أن يعاقبهم.
(وَما كانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِياءَ) : يمنعونهم من العقاب ، ولكنّه أخّر عقابهم إلى هذا اليوم ليكون أشدّ وأدوم.
__________________
(١) تفسير القمّي ١ / ٣٢٤ ـ ٣٢٥.
(٢) تفسير العياشي ٢ / ١٤٣ ، ح ١٤.
(٣) ليس في المصدر : علي بن إبراهيم.
(٤) أي في تفسير القمّي ١ / ٣٢٥ ولعلّ عبارة «علي بن ابراهيم» الواردة في صدر حديث العياشي تقدمت سهوا.
(٥) من المصدر.
(٦) المصدر : «يعني حرّفوها إلى غيرها» بدل «صرفوها إلى غيره».