غالب ، عن أبي خالد ، عن حمران ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ مثله.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (١) : حدّثني أبي ، عن صفوان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ، وذكر حديثا طويلا. يقول فيه ـ عليه السّلام ـ : فلمّا فرغ نوح من اتّخاذ السّفينة ، أمره الله ـ تعالى ـ أن ينادي بالسّريانيّة : لا يبقى بهيمة ولا حيوان إلّا حضر. فأدخل من كلّ جنس من أجناس الحيوان زوجين في السّفينة. وكان الّذين آمنوا به من جميع الدّنيا ثمانون رجلا. فقال الله ـ عزّ وجلّ ـ : (احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) (الآية). وكان نجر السّفينة في مسجد الكوفة. فلمّا كان اليوم الّذي أراد الله إهلاكهم ، كانت امرأة نوح تخبز في الموضع الّذي يعرف : بفار التّنّور ، في مسجد الكوفة. وكان نوح اتّخذ لكلّ ضرب من أجناس الحيوانات (٢) موضعا في السّفينة ، وجمع لهم فيها ما يحتاجون إليه من الغذاء. فصاحت امرأته لمّا فار التّنّور ، فجاء نوح إلى التّنّور فوضع عليها طينا وختمه حتّى أدخل جميع الحيوان السّفينة. ثمّ جاء إلى التّنور ، ففضّ الخاتم ورفع الطّين. وانكسفت الشّمس ، وجاء من السّماء ماء منهمر [صبّ بلا قطر ، وتفجرت الأرض عيونا. وهو قوله ـ عزّ وجلّ ـ (فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ]) (٣) (وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ).
وفي رواية أبي الجارود (٤) ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ : ليس كلّ من في الأرض من بني آدم (٥) من ولد نوح. قال الله في كتابه : (احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ـ إلى قوله ـ وَمَنْ آمَنَ). وقال : (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ) (٦).
(وَقالَ ارْكَبُوا فِيها) ، أي : صيروا فيها راكبين ، كما يركب الدّوابّ في البرّ.
(بِسْمِ اللهِ مَجْراها وَمُرْساها) : متّصل «باركبوا» حال من الواو ، أي : اركبوا فيها مسمّين الله ـ تعالى ـ. أو قائلين : بسم الله وقت إجرائها وإرسائها. أو مكانهما ، على أنّ المجرى والمرسى للوقت والمكان. أو للمصدر والمضاف محذوف ، كقولهم : أتيك خفوق النّجم. وانتصابهما بما قدّرناه حالا.
ويجوز رفعهما «ببسم الله» على أنّ المراد بهما المصدر. أو جملة من مبتدأ وخبر ، أي :
__________________
(١) تفسير القمّي ١ / ٣٢٦ ـ ٣٢٧.
(٢) المصدر : الحيوان.
(٣) من المصدر.
(٤) تفسير القمّي ٢ / ٢٢٣.
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : من نبيّ.
(٦) الاسراء / ٣.