غدا ووجوهكم مصفرّة ، واليوم الثّاني ووجوهكم محمرّة ، واليوم الثّالث ووجوهكم مسودّة.
فلمّا أن كان أوّل يوم ، أصبحوا ووجوههم مصفرّة. فمشى بعضهم إلى بعض ، وقالوا : قد جاءكم ما قال لكم صالح.
فقال العتاة منهم : لا نسمع قول صالح ، ولا نقبل قوله وإن كان عظيما.
فلمّا كان اليوم الثّاني ، أصبحت وجوههم محمّرة. فمشى بعضهم إلى بعض ، فقالوا : يا قوم ، قد جاءكم ما قال لكم صالح.
فقال العتاة منهم : لو أهلكنا (١) جميعا ، ما سمعنا قول صالح ولا تركنا آلهتنا الّتي كان آباؤنا يعبدونها.
ولم يتوبوا ، ولم يرجعوا. فلمّا كان اليوم الثّالث ، أصبحوا ووجوههم مسوّدة. فمشى بعضهم إلى بعض ، وقالوا : يا قوم ، أتاكم ما قال لكم صالح.
فقال العتاة منهم : قد أتانا ما قال لنا صالح.
فلمّا كان نصف اللّيل ، أتاهم جبرئيل ، فصرخ بهم صرخة خرقت تلك الصّرخة أسماعهم وفلقت قلوبهم وصدعت أكبادهم. وقد كانوا في تلك الثّلاثة أيّام قد تحنّطوا وتكفّنوا ، وعلموا أنّ العذاب نازل بهم. فماتوا أجمعين في طرفة عين صغيرهم وكبيرهم ، فلم يبق لهم ناعقة ولا راغية (٢) ولا شيء إلّا أهلكه الله. فأصبحوا في ديارهم وكانوا في (٣) مضاجعهم موتى أجمعين ، ثمّ أرسل الله عليهم مع الصّيحة النّار من السّماء ، فأحرقهم أجمعين.
(وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ) ، يعني : الملائكة.
قيل (٤) : كانوا تسعة.
وقيل (٥) : كانوا ثلاثة : جبرئيل وميكائيل وإسرافيل.
وفي مجمع البيان (٦) : عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ قيل : كانوا أربعة : جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وكروبيل.
__________________
(١) كذا في المصدر. وفي النسخ : «إن هلكنا».
(٢) كذا في المصدر وفي النسخ : ناعية ولا داعية.
(٣) ليس في المصدر : كانوا في.
(٤ و ٥) أنوار التنزيل ١ / ٤٧٤.
(٦) المجمع ٣ / ١٧٩.