وفي تفسير العيّاشيّ (١) : عن الصّادق ـ عليه السّلام ـ قال : أوحى الله إلى إبراهيم ، أنّه سيولد لك. فقال لسارة.
فقالت : (أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ).
فأوحى الله إليه ، أنّها ستلد ويعذّب أولادها أربعمائة سنة بردّها الكلام عليّ.
قال : فلمّا طال على بني إسرائيل العذاب ، ضجّوا وبكوا إلى الله أربعين صباحا. فأوحى الله إلى موسى وهارون ، نخلّصهم من فرعون. فحطّ عنهم سبعين ومائة سنة.
قال : وقال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : هكذا أنتم ، لو فعلتم لفرّج الله عنّا. فأمّا إذا لم تكونوا ، فإنّ الأمر ينتهي إلى منتهاه.
(فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ) ، أي : ما أوجس من الخيفة ، واطمأنّ قلبه بعرفانهم.
(وَجاءَتْهُ الْبُشْرى) : بدل «الرّوع».
(يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ) (٧٤) : يجادل رسلنا في شأنّهم. ومجادلته إيّاهم قوله : (إِنَّ فِيها لُوطاً). وكان لوط ابن خالته.
وهو إمّا جواب لمّا جيء به مضارعا على حكاية الحال. أو لأنّه في سياق الجواب بمعنى الماضي ، كجواب لو. أو دليل جوابه المحذوف ، مثل اجترأ على خطابنا ، أو شرع في جدالنا. أو متعلّق به ، فقام مقامه ، مثل أخذ ، أو أقبل يجادلنا.
(إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ) : غير عجول على الانتقام على من أساء إليه.
(أَوَّاهٌ) : كثير التّأوّه من الذّنوب والتّأسّف على النّاس.
وفي تفسير العيّاشيّ (٢) : عنهما ـ عليهما السّلام ـ قالا : دعّاء.
(مُنِيبٌ) (٧٥) : راجع إلى الله. والمقصود من ذلك : بيان الحامل له على المجادلة ، وهو رقّة قلبه وفرط ترحّمه.
(يا إِبْراهِيمُ) : على إرادة القول ، أي : قالت الملائكة : يا إبراهيم.
(أَعْرِضْ عَنْ هذا) : الجدال ، وإن كانت الرّحمة حملتك عليه فلا فائدة فيه.
(إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ) : قضاؤه وحكمه ، الّذي لا يصدر إلّا عن حكمة.
__________________
(١) تفسير العياشي ٢ / ١٥٤ ، ح ٤٩.
(٢) تفسير العياشي ٢ / ١٥٤ ، ح ٥١.