وفي كتاب كمال الدّين وتمام النّعمة (١) : حدّثنا عليّ بن عبد الله الورّاق قال : حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعريّ قال : خرج أبو محمّد ، الحسن بن عليّ ـ عليه السّلام ـ علينا ، وعلى عاتقه غلام ، كأنّ وجهه القمر ليلة البدر ، من أبناء ثلاث سنين.
فقال : يا أحمد بن إسحاق ، لو لا كرامتك على الله ـ عزّ وجلّ ـ وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا. إنّه سميّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
إلى أن قال : فنطق الغلام ـ عليه السّلام ـ بلسان عربيّ فصيح.
فقال : أنا بقيّة الله في أرضه ، والمنتقم من أعدائه. فلا تطلب أثرا بعد عين.
والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
وبإسناده (٢) إلى محمّد بن مسلم الثّقفيّ : عن أبي جعفر ، محمّد بن عليّ الباقر ـ عليه السّلام ـ حديث طويل ، يذكر فيه القائم ـ عليه السّلام ـ : فإذا خرج ، أسند ظهره إلى الكعبة ، واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا. فأوّل ما ينطق به هذه الآية : (بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
ثمّ يقول : أنا بقيّة الله [في أرضه] (٣) وحجّته وخليفته عليكم. فلا يسلّم عليه مسلم ، إلّا قال : السّلام عليك ، يا بقيّة الله في أرضه.
وفي كتاب الاحتجاج (٤) للطّبرسيّ ـ رحمه الله ـ : عن أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ حديث طويل. يقول فيه ـ عليه السّلام ـ وقد ذكر الحجّج : هم بقيّة الله ، يعني : المهديّ ـ عليه السّلام ـ. الّذي يأتي بعد انقضاء هذه النّظرة ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت جورا وظلما.
(قالُوا يا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا) : من الأصنام. أجابوا به بعد أمرهم بالتّوحيد ، على الاستهزاء به والتّهكّم بصلاته ، والإشعار بأنّ مثله لا يدعو إليه داع عقلي ، وإنّما دعاك إليه خطرات ووساوس من جنس ما تواظب عليه. وكان كثير الصّلاة ، ولذلك جمعوا وخصّوا الصّلاة بالذّكر.
__________________
(١) كمال الدين / ٣٨٤ ، ضمن ح ١ بتصرّف في صدر المنقول هنا.
(٢) كمال الدين / ٣٣١ ، ضمن ح ١٦.
(٣) من المصدر.
(٤) الاحتجاج ١ / ٣٧٥.