قيل (١) : بشرك.
(وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ) (١١٧) فيما بينهم ، لا يضمّون إلى شركهم فسادا ، ولا تباغيا.
وذلك لفرط رحمته ومسامحته في حقوقه. ومن ذلك قيل : الملك يبقى مع الكفر ، ولا يبقى مع الظّلم.
وفي مجمع البيان (٢) ، عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ [أنّه قال] (٣) : (وَأَهْلُها مُصْلِحُونَ) ينصف بعضهم من بعض (٤).
(وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً واحِدَةً) : مسلمين كلّهم.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٥) : أي : على مذهب واحد.
(وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ) (١١٨) : بعضهم على الحقّ ، وبعضهم على الباطل ، لا تكاد تجد اثنين يتّفقان مطلقا.
(إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ) : إلّا أناسا (٦) هداهم الله من فضله ، فاتّفقوا على ما هو أصول دين الحقّ والعمدة فيه.
(وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ) :
قيل (٧) : إن كان الضّمير للنّاس ، فالإشارة إلى الاختلاف ، واللّام للعاقبة. أو إليه وإلى الرّحمة. وإن كان ل «من» ، فإلى الرّحمة.
وفي كتاب علل الشّرائع (٨) : حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الصّفار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النّضر بن سويد ، عن عبد الله بن سنان قال :
سئل أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ عن قول الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ ـ إلى قوله : ـ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ) فقال : كانوا أمّة واحدة. فبعث الله النّبيّين ، ليتّخذ عليهم الحجّة.
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ٤٨٥.
(٢) المجمع ٣ / ٢٠٢.
(٣) من المصدر.
(٤) المصدر : «بعضها بعضهم» بدل «بعضهم من بعض».
(٥) تفسير القمّي ١ / ٣٣٨.
(٦) أ ، ب ، ر : ما.
(٧) أنوار التنزيل ١ / ٤٨٥.
(٨) العلل ١ / ١٢٠ ، ح ٢.