مكّنّاه في منزله ، أو كما أنجيناه وعطفنا عليه العزيز ، مكّنّا له فيها.
(وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحادِيثِ) :
عطف على مضمر. تقديره : ليتصرّف فيها بالعدل ، ولنعلّمه. أي : كان القصد في إنجائه وتمكّنه إلى أن يقيم العدل ، ويدبّر أمور النّاس ، ويعلم معاني كتب الله وأحكامه ، فينفّذها. أو : تعبير المنامات المنبّئة عن الحوادث الكائنة ، ليستعدّ لها ، ويشتغل بتدبيرها قبل أن تحلّ.
(وَاللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ) ، لا يردّه شيء ، ولا ينازعه فيما يشاء. أو : على أمر يوسف. أراد به إخوة يوسف شيئا ، وأراد الله غيره. فلم يكن إلّا ما أراده.
(وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (٢١) أنّ الأمر كلّه بيده. أو : لطائف صنعه ، وخفايا لطفه.
(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ) : منتهى اشتداده في جسمه وقوّته. وهو سنّ الوقوف ما بين الثّلاثين والأربعين.
وقيل (١) : سنّ الشّباب. ومبدؤه بلوغ الحلم.
(آتَيْناهُ حُكْماً) : حكمة. وهو العلم المؤيّد بالعمل. أو : حكما بين النّاس.
(وَعِلْماً) ، يعني : على تأويل الأحاديث.
(وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) (٢٢) :
تنبيه على أنّه ـ تعالى ـ إنّما آتاه ذلك ، جزاء على إحسانه في عمله ، واتّقائه (٢) في عنفوان أمره.
(وَراوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِها عَنْ نَفْسِهِ) : طلبت وتمحّلت أن يواقعها. من : راد يرود : إذا جاء وذهب لطلب شيء. ومنه : الرّائد.
(وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ) :
قيل (٣) : كانت سبعة. والتّشديد للتّكثير ، أو للمبالغة في الإيثاق.
(وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ) ، أي : أقبل وبادر. أو : تهيّأت لك. والكلمة على الوجهين اسم فعل بني على الفتح ، كأين. واللّام للتّبيين ، كالّتي في : سقيا لك.
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ٤٩١.
(٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : إحصانه.
(٣) أنوار التنزيل ١ / ٤٩١.