وفي كتاب علل الشّرائع (١) ، بإسناده إلى يعقوب بن سويد ، عن أبي (٢) جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : قلت له : جعلت فداك ، لم سمّي أميرُ المؤمنين أميرَ المؤمنين؟ قال : لأنّه يميرهم العلم. أما سمعت كتاب الله ـ عزّ وجلّ ـ : (وَنَمِيرُ أَهْلَنا)!؟
وفي كتاب معاني الأخبار (٣) ، بإسناده إلى يعقوب بن سويد بن بريد الحارثيّ ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ مثله سواء.
وفي أصول الكافي (٤) : الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن أحمد بن عمر قال : سألت أبا الحسن ـ عليه السّلام ـ : لم سمّي أمير المؤمنين؟ قال : لأنّه يميرهم العلم. أما سمعت في كتاب الله : (وَنَمِيرُ أَهْلَنا)!؟
(قالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ) : إذ رأيت منكم ما رأيت ، (حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ) : حتّى تعطوني ما أتوثّق به من عند الله ، أي : عهدا مؤكّدا بذكر الله ـ تعالى ـ.
(لَتَأْتُنَّنِي بِهِ) :
جواب القسم ، إذ المعنى : حتّى تحلفوا بالله لتأتنّني به.
(إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ) : إلّا أن تغلبوا فلا تطيقوا ذلك. أو : إلّا أن تهلكوا جميعا.
وهو استثناء مفرغ من أعمّ الأحوال. والتّقدير : لتأتنّني به على كلّ حال ، إلّا حال الإحاطة بكم. أو من أعمّ العلل ، على أنّ قوله : (لَتَأْتُنَّنِي بِهِ) في تأويل النّفي.
أي : لا تمتنعون من الإتيان به ، إلّا للإحاطة بكم. كقولهم : أقسمت بالله إلّا فعلت ، أي : ما أطلب منك إلّا فعلك به.
(فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ) : عهدهم ، (قالَ اللهُ عَلى ما نَقُولُ) : من طلب الموثق وإتيانه (وَكِيلٌ) (٦٦) : رقيب مطّلع ، إن خلفتم ، انتصف لي منكم.
(وَقالَ يا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ) :
لأنهم كانوا ذوي جمال وأبّهة مشتهرين في مصر بالقربة والكرامة عند الملك ، فخاف عليهم أن يدخلوا كوكبة واحدة ، فيعانوا. ولعلّه لم يوصهم بذلك في الكرّة الأولى ، لأنّهم كانوا مجهولين حينئذ. أو كان الدّاعي إليها خوفه على بنيامين. وللنّفس آثار ، منها العين.
__________________
(١) العلل ١ / ١٦١ ، ح ٤.
(٢) ليس في المصدر.
(٣) المعاني / ٦٣ ، ح ١٣.
(٤) الكافي ١ / ٤١٢ ، ح ٣.