كأنّ استعجالهم به تعجيله لهم. أو بأنّ المراد : شر استعجلوه ، كقولهم : (فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ). وتقدير الكلام : ولو يعجّل الله للنّاس الشّرّ تعجيله للخير حين استعجلوه استعجالا ، كاستعجالهم بالخير. فحذف منه ما حذف ، لدلالة الباقي عليه.
(لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ) : لأميتوا واهلكوا.
وقرأ (١) ابن عامر ويعقوب : «لقضي» على البناء للفاعل ، وهو الله ـ تعالى ـ.
وقرئ (٢) : «لقضينا».
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٣) : قال : لو عجّل الله الشّرّ ، كما يستعجلون الخير (لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ) ، أي : فرغ من أجلهم.
(فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (١١) : عطف على فعل محذوف دلّت عليه الشّرطيّة ، كأنّه قيل : ولكن لا نعجّل ولا نقضي ، فنذرهم إمهالا لهم واستدراجا.
(وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا) : لإزالته مخلصا فيه.
(لِجَنْبِهِ) : ملقى لجنبه ، أي : مضطجعا.
(أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً).
وفائدة التّرديد تعميم الدّعاء لجميع الأحوال ، أو الأصناف المضارّ.
(فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ) : مضى على طريقه واستمرّ على كفره. أو مرّ عن موقف الدّعاء لا يرجع إليه.
(كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا)» ، كأنّه لم يدعنا. فخفّف وحذف ضمير الشّأن ، كما قال : ونحر مشرق اللّون كانّ ثدياه حقّان.
(إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ) : إلى كشف ضرّ.
(كَذلِكَ) ، أي : مثل ذلك التّزيين.
(زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (١٢) : من الانهماك في الشّهوات والإعراض عن العبادات.
(وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ) : يا أهل مكّة.
__________________
(٩) أنوار التنزيل ١ / ٤٤١.
(١ و ٢) نفس المصدر والموضع.
(٣) تفسير القمّي ١ / ٣٠٩.