ذنبهم فيما بيني وبينهم.
فأوحى الله : إنّي قد غفرت لهم.
وفي روضة الكافي (١) : عن حنان ، عن أبيه ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : قلت له : ما كان أولاد يعقوب أنبياء؟
قال : لا ، ولكنّهم كانوا أسباطا أولاد الأنبياء ، ولم يكن يفارقوا (٢) الدّنيا إلّا سعداء ، تابوا وتذكّروا ما صنعوا ، وأنّ الشّيخين فارقا الدّنيا ولم يكن (٣) يتوبا ولم يذكرا (٤) ما صنعا بأمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ فعليهما لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين.
(فَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ) :
نقل (٥) : أنّه وجّه إليه رواحل وأموالا ليتجهّز إليه بمن معه ، واستقبله يوسف والملك بأهل مصر ، وكان أولاده الّذين دخلوا معه مصر اثنين وسبعين رجلا وامرأة ، وكانوا حين خرجوا مع موسى ـ عليه الصّلاة والسّلام ـ ستّمائة ألف وخمسمائة وبضعة وسبعين رجلا سوى الذّرّيّة والهرمى.
(آوى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ) : ضمّ إليه أباه وأمّه راحيل ، كما مضى عن الباقر ـ عليه السّلام ـ في تأويل رؤياه.
أو أباه وخالته ياميل ، لما سبق في رواية العيّاشيّ (٦) ، أنّها هي الّتي صارت معهم إلى مصر ، ولما يأتي في روايته : أنّه رفع أباه وخالته على سرير الملك. فإن صحّت هذه الرّواية فلعلّه نزّلها منزلة الأمّ تنزيل العمّ منزلة الأب في قوله ـ تعالى ـ : (وَإِلهَ آبائِكَ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ) (٧). أو لأنّ يعقوب ـ عليه السّلام ـ تزوّجها بعد أمّه وربّته ، والرّابّة تدعى : أمّا.
(وَقالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ) (٩٩) : من القحط وأصناف المكاره ، والمشيئة متعلّقة بالدّخول المكيّف بالأمن ، والدّخول الأوّل كان في موضع خارج البلد حين استقبلهم.
__________________
(١) الكافي ٨ / ٢٤٦ ، ح ٣٤٣.
(٢) كذا في المصدر. وفي النسخ : يفارق.
(٣) ليس في المصدر : يكن.
(٤) المصدر : لم يتذكّرا.
(٥) أنوار التنزيل ١ / ٥٠٨.
(٦) تفسير العياشي ٢ / ١٩٦ ، ح ٧٩.
(٧) البقرة / ١٣٣.