وفي الكافي (١) : عليّ ، عن أبيه ، عن عبد الله بن المغيرة [عن هشام بن الحكم] (٢) قال : قلت لأبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ : ما تفسير (سُبْحانَ اللهِ)؟
قال : أنفة لله. أما ترى الرّجل إذا عجب من الشّيء قال : سبحان الله.
(وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجالاً) : ردّ لقولهم : (لَوْ شاءَ رَبُّنا لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً).
وقيل (٣) : معناه : نفي استنباء النّساء.
(نُوحِي إِلَيْهِمْ) ، كما أوحي إليك ، وتميّزوا بذلك عن غيرهم.
وقرأ (٤) حفص : «نوحي» في كلّ القرآن ، ووافقه حمزة والكسائي في الحرف الثّاني في سورة الأنبياء.
وحمزة والكسائي يميلانه على أصلها ها هنا ، وفي النّحل ، والأوّل من سورة الأنبياء.
(مِنْ أَهْلِ الْقُرى) : لأنّ أهلها أعلم وأحلم من أهل البدو.
وفي عيون الأخبار (٥) : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ) ، يعني : إلى الخلق. (إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرى) فأخبر أنّه لم يبعث الملائكة إلى الأرض ليكونوا أئمّة أو حكّاما ، وإنّما أرسلوا (٦) إلى أنبياء الله.
(أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) : من المكذّبين بالرّسل والآيات ، فيحذروا تكذيبك. أو من المشغوفين بالدّنيا المتهالكين عليها ، فيقلعوا عن حبّها ويزهدوا فيها.
(وَلَدارُ الْآخِرَةِ) : ولدار الحال ، أو السّاعة ، أو الحياة الآخرة.
(خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا) : الشّرك والمعاصي.
(أَفَلا تَعْقِلُونَ) (١٠٩) : يستعملون عقولهم ليعرفوا أنّها خير.
وقرأ (٧) نافع وابن عامر وعاصم ويعقوب ، بالتّاء ، حملا على قوله : «قل هذه سبيلي» [أي قل لهم : أفلا تعقلون] (٨).
__________________
(١) الكافي ٣ / ٣٢٩ ، ح ٥.
(٢) من المصدر.
(٣) أنوار التنزيل ١ / ٥١٠.
(٤) أنوار التنزيل ١ / ٥١٠.
(٥) العيون ١ / ٢٧٠.
(٦) المصدر : إنّما كانوا أرسلوا.
(٧) أنوار التنزيل ١ / ٥١١.
(٨) من المصدر.