(وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ) : لعدم اعتقادهم بالآيات المنزلة عليهم ، واقتراحا لنحو ما أوتي موسى وعيسى ـ عليهما السّلام ـ.
(إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ) : مرسل للإنذار ، كغيرك من الرّسل ، وما عليك إلّا الإتيان بما تصحّ به نبوّتك من جنس المعجزات لا بما يقترح عليك.
والآيات كلّها متساوية الأقدام في حصول الغرض.
(وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (٧) : يهديهم إلى الحقّ ، ويدعوهم إلى الصّواب.
وفي مجمع البيان (١) : عن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت هذه الآية قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : أنا المنذر وعليّ الهادي من بعدي ، بك يا عليّ يهتدي المهتدون.
وروي الحاكم أبو القاسم الحسكانيّ (٢) في كتاب «شواهد التّنزيل» بالإسناد [عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير ، عن أبيه ، عن حكم بن جبير] (٣) عن أبي بردة الأسلميّ قال : دعا رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ بالطّهور ، وعنده عليّ بن أبي طالب ـ عليه السّلام ـ. فأخذ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ بيد عليّ ـ عليه السّلام ـ بعد ما تطهّر فألزقها (٤) بصدره ، ثمّ قال : إنّما أنت منذر ، يعني : نفسه ، ثمّ ردّها إلى صدر عليّ ـ عليه السّلام ـ ثمّ قال : ولكلّ قوم هاد.
ثمّ قال : إنّك منار الأنام ، وغاية الهدى ، وأمير القرى ، أشهد على ذلك إنّك كذلك.
وفي أمالي الصّدوق (٥) ، بإسناده إلى عبّاد (٦) بن عبد الله قال : قال عليّ ـ عليه السّلام ـ : ما نزلت من القرآن آية إلّا وقد علمت أين نزلت ، وفيمن نزلت ، [وفي أيّ شيء نزلت ،] (٧) وفي سهل نزلت أو في جبل نزلت.
قيل : فما نزل فيك؟
قال : لو لا أنّكم سألتموني ما أخبرتكم ، نزلت فيّ هذه الآية (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ). فرسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ المنذر ، وأنّا الهادي إلى ما جاء به.
__________________
(١) المجمع ٣ / ٢٧٨.
(٢) نفس المصدر والموضع.
(٣) من المصدر.
(٤) المصدر : فألزمها. ولزق الشيء بالشيء : اتّصل به لا يكون بينهما فجوة.
(٥) أمالي الصدوق / ٢٢٧ ـ ٢٢٨ ، ح ١٣.
(٦) أ ، ب ، ر : عبّاد الله بن عبد الله.
(٧) من المصدر.