فقال له : يشكوني أنّي استقصيت منه حقّي.
قال : فجلس أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ مغضبا ، ثمّ قال : كأنّك إذا استقصيت حقّك لم تسئ ، أرأيتك ما حكى الله ـ عزّ وجلّ ـ فقال : (وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ) ترى أنّهم خافوا الله ـ عزّ وجلّ ـ أن يجوز عليهم؟ لا والله ، ما خافوا إلّا الاستقصاء ، فسمّاه (١) الله ـ جلّ وعزّ ـ : (سُوءَ الْحِسابِ) ، فمن استقصى (٢) فقد أساء.
وفي تفسير العيّاشيّ (٣) : عن أبي إسحاق قال : سمعته يقول في (سُوءَ الْحِسابِ) : لا تقبل حسناتهم ، ويؤخذون بسيّئاتهم (٤).
عن هشام بن سالم (٥) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قول الله : (يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ) [قال : تحسب عليهم السّيّئات و [لا] (٦) تحسب لهم الحسنات] (٧) وهو الاستقصاء.
عن هشام بن سالم (٨) ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ في قوله : (يَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ) قال : الاستقصاء والمداقّة.
وقال : تحسب عليهم السّيّئات ، ولا تحسب لهم الحسّنات.
وفي مصباح الشّريعة (٩) : قال الصّادق ـ عليه السّلام ـ : لو لم يكن للحساب مهولة (١٠) إلّا حياء العرض على الله وفضيحة (١١) هتك السّتر على المخفيات ، لحقّ للمرء أن لا يهبط من رؤوس الجبال ، ولا يأوي إلى عمران ، ولا يأكل ولا يشرب ولا ينام إلّا عن اضطرار متصل بالتّلف.
(وَالَّذِينَ صَبَرُوا) : على ما تكرهه النّفس ويخالفه الهوى.
(ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ) : طلبا لرضاه ، لا لرياء أو سمعة أو نحوهما.
(وَأَقامُوا الصَّلاةَ) : المفروضة.
(وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ) : بعض الّذي وجب عليهم إنفاقه.
__________________
(١) كذا في المصدر. وفي النسخ : فسمّى.
(٢) المصدر : زيادة «به».
(٣) تفسير العياشي ٢ / ٢١٠ ، ح ٣٧.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ : ويؤخرون سيّئاتهم.
(٥) تفسير العياشي ٢ / ٢١٠ ، ح ٣٨.
(٦) من المصدر.
(٧) ليس في أ ، ب ، ر.
(٨) تفسير العياشي ٢ / ٢١٠ ، ح ٣٩.
(٩) مصباح الشريعة / ٨٥.
(١٠) المصدر : محولة.
(١١) كذا في المصدر. وفي النسخ : فضيحته.