زيادة المثل. وهو على قول سيبويه حال (١) من العائد المحذوف ، أو من الصّلة.
(أُكُلُها دائِمٌ) : لا ينقطع ثمرها.
(وَظِلُّها) ، أي : وظلّها كذلك لا ينسخ ، كما ينسخ في الدّنيا بالشّمس.
(تِلْكَ) : أي : الجنّة الموصوفة.
(عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا) : مآلهم ومنتهى أمرهم.
(وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ) (٣٥) : لا غير. وفي ترتيب النّظمين (٢) إطماع للمتّقين ، وإقناط للكافرين.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٣) : أي : عاقبة ثوابهم النّار.
قال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : إنّ ناركم هذه جزء من سبعين جزء من نار جهنّم ، وقد أطفئت سبعين مرّة بالماء ثمّ التهبت ، ولو لا ذلك ما استطاع [ادميّ] (٤) أن يطفئها ، وأنّها ليؤتى بها يوم القيامة حتّى توضع على النّار ، فتصرخ صرخة لا يبقى ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل إلّا جثا (٥) على ركبتيه فزعا من صرختها.
(وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) :
قيل (٦) : يعني : المسلمين من أهل الكتاب ، كابن سلام وأصحابه ومن آمن من النّصاري ، وهم ثمانون رجلا : أربعون بنجران ، وثمانية باليمن ، واثنان وثلاثون بالحبشة.
__________________
(٤) فإن المراد منه : أنّ صفته هو الأسمر بعينه ، لا أنّ الأسمر صادق عليها ، كما يقال : إنّ زيدا أسمر. والمراد : أنّ حال الجنّة هو بعينه مفهوم تجري من تحتها الأنهار ، لا أنّ (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) صادق على حال الجنّة.
(٥) ليس في ب.
(١) قوله : «وهو على قول سيبويه حال ... الخ» إذا كان (مَثَلُ الْجَنَّةِ) مبتدأ خبره محذوف ، ويكون (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) حالا من الضمير المحذوف العائد إلى الموصول ، أي : مثل الجنّة التي وعد بها المتّقون حال كونها تجري من تحتها الأنهار. والأولى أن يقال : إن الجملة استئناف ، فكأنّ سائلا قال : ما حال تلك الجنّة؟ فأجيب : تجري من تحتها الأنهار.
(٢) أي : في ذكر (تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ) بعد قوله ـ تعالى : (مَثَلُ الْجَنَّةِ) الإطماع والإقناط المذكوران إذ يفهم من (تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا) مع المقابل الآخر أنّ الجنّة للذين اتّقوا دون الكافرين ، وأنّ النار عقبى لهم دون الذين اتّقوا.
(٣) تفسير القمّي ١ / ٣٦٦.
(٤) من المصدر.
(٥) جثا الرجل : جلس على ركبتيه.
(٦) أنوار التنزيل ١ / ٥٢٢.