والآية بعمومها أو إطلاقها تشتمل المعاني كلّها.
وقرأ (١) ابن عامر وحمزة والكسائي : «ويثبّت» بالتّشديد.
(وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) (٣٩) : أصل الكتب ، وهو اللّوح المحفوظ عن المحو والإثبات ، إذ ما من كائن إلّا وهو مكتوب فيه ، ففيه إثبات المثبت وإثبات المحو ومحوه وإثبات بدله.
وفي أصول الكافي (٢) : عليّ بن محمّد ومحمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد [ومحمد بن يحيى] (٣) ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، جميعا ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثّماليّ قال : سمعت أبا جعفر ـ عليه السّلام ـ يقول : يا ثابت ، إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ قد كان وقّت هذا الأمر في السّبعين ، فلما أن قتل الحسين ـ عليه السّلام ـ اشتدّ غضب الله على أهل الأرض فأخّره إلى أربعين ومائة ، فحدّثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم (٤) قناع السر (٥) ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتا عندنا و (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ).
قال أبو حمزة : فحدّثت بذلك أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ.
فقال : قد كان كذلك.
عليّ بن إبراهيم (٦) ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم وحفص بن البختريّ وغيرهما ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال في هذه الآية : (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ) قال : فقال : وهل يمحو إلّا ما كان ثابتا ، وهل يثبت إلّا ما لم يكن؟
وفي روضة الكافي (٧) : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن خلف بن حمّاد ، عن عبد الله بن سنان قال : قال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ عرض على آدم ذرّيّته عرض العين في صور الذّرّ ، نبيّا فنبيّا ، ملكا فملكا ، مؤمنا فمؤمنا ، كافرا فكافرا.
__________________
(٥) المصدر : توزيج.
(٦ و ٧ و ٨ و ٩) أنوار التنزيل ١ / ٥٢٢.
(١) نفس المصدر والموضع.
(٢) الكافي ١ / ٣٦٨ ، ح ١.
(٣) من المصدر.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ : فتكشفتم.
(٥) كذا في المصدر. وفي النسخ : السرّ.
(٦) الكافي ١ / ١٤٦ ، ح ٢.
(٧) الكافي ٧ / ٣٧٨ ، ح ١.