(عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا) : تمرّدوا في كفرهم ، وخرجوا عن حدّ الاستصلاح.
(أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (٣٣) : بدل من «الكلمة». أو تعليل لحقّيّتها ، والمراد بها : العدة بالعذاب.
(قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) : جعل الإعادة كالإبداء في الإلزام بها ، لظهور برهانها وإن لم يساعدوا عليها. ولذلك أمر الرّسول بأن ينوب عنهم في الجواب ، فقال : (قُلِ اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ). لأنّ لجاجهم لا يدعهم أن يعترفوا بها.
(فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) (٣٤) : تصرفون عن قصد السّبيل.
(قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِ) : بنصب الحجج ، وإرسال الرّسل ، والتّوفيق للنّظر والتّدبّر.
و «هدى» ، كما يعدّى «بإلى» لتضمّنه معنى الانتهاء ، يعدّى باللّام ، للدّلالة على أنّ المنتهى غاية الهداية ، ولأنّها لم تتوجّه نحوه على سبيل الاتّفاق ، ولذلك عدّي بها ما أسند إلى الله.
(قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ ، أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي) : أم الّذي لا يهتدي. (إِلَّا أَنْ يُهْدى). من قولهم : هدي بنفسه : إذا اهتدى. أو لا يهدي غيره إلّا أن يهديه الله. وهذا حال أشراف شركائهم ، كالملائكة والمسيح وعزير.
وقرأ (١) ابن كثير ، وورش عن نافع ، وابن عامر : «يهدّي» بفتح الهاء وتشديد الدّال. ويعقوب وحفص ، بالكسر والتّشديد. والأصل : يهتدي ، فأدغم وفتحت الهاء بحركة التّاء ، أو كسرت لالتقاء السّاكنين.
وروى (٢) أبو بكر «يهدّي» باتّباع الياء الهاء.
وقرأ (٣) أبو عمرو ، بالإدغام المجرّد ، ولم يبال بالتقاء السّاكنين. لأنّ المدغم في حكم المتحرّك.
وعن نافع (٤) برواية قالون ، مثله.
وقرئ (٥) : «أن يهدى» على المبالغة.
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ٤٤٧.
(١ و ٣) نفس المصدر والموضع.
(٥) نفس المصدر والموضع.