لوصيّي.
(وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ) (٥٣) : بفائتين العذاب.
(وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ) قيل (١) : بالشّرك ، أو التّعدّي على الغير.
(ما فِي الْأَرْضِ) : من خزائنها وأموالها.
(لَافْتَدَتْ بِهِ) : لجعلته فدية من العذاب. من قولهم : افتدى به ، بمعنى : فداه.
(وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ).
قيل (٢) : لأنّهم بهتوا بما عاينوا ممّا لم يحتسبوه من فظاعة الأمر وهو له ، فلم يقدروا أن ينطقوا.
وقيل (٣) : (أَسَرُّوا النَّدامَةَ) أخلصوها. لأنّ إخفاءها إخلاصها. أو لأنّه يقال : سرّ الشّيء ، لخالصته. من حيث أنّها تخفى ويضنّ (٤) بها.
وقيل (٥) : أظهروها. من قولهم : أسرّ الشّيء وأشره : إذا أظهره.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (٦) : ثمّ قال : (وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ) آل محمّد ـ صلوات الله عليهم ـ حقّهم. (ما فِي الْأَرْضِ) جميعا (لَافْتَدَتْ بِهِ) ذلك الوقت ، يعني : الرّجعة.
وحدّثني محمّد بن جعفر (٧) قال : حدّثني محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسين ، عن صالح بن أبي حمار (٨) ، عن أبي (٩) الحسن بن موسى الخشّاب ، عن رجل ، عن حمّاد بن عيسى ، عمّن رواه ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : سئل عن قوله : (وَأَسَرُّوا النَّدامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذابَ). قال : قيل له : ما ينفعهم إسرار النّدامة وهم في العذاب؟
قال : كرهوا شماتة الأعداء.
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ٤٥٠.
(٢) نفس المصدر والموضع ، وتفسير الصافي ٢ / ٤٠٦.
(٣) نفس المصدر والموضع.
(٤) ضنّ به عليه : بخل.
(٥) نفس المصدر والموضع.
(٦) تفسير القمّي ١ / ٣١٣.
(٧) تفسير القمّي ١ / ٣١٣.
(٨) المصدر : صالح بن أبي عمّار. وجامع الرواة ١ / ٤٠٥ : صالح بن أبي حمّاد.
(٩) ليس في المصدر : أبي.